خطط التنمية والتطوير في مدينة مطرح

 

 

أنور الخنجري

 

تصريحات سعادة رئيس بلدية مسقط مؤخرًا كسرت الجليد فيما يتعلَّق بالخطط التطويرية لمدينة مطرح؛ إذ إنَّ خططًا تنموية وخدمية طال انتظارها كشف عنها سعادته، وقد جاءت بكل تأكيد في وقتها بعد أن سئمت الأجيال الحالية وهرمت الأجيال المُتبقية المحبة لهذه المدينة العريقة، مرتع صباهم ومنبع دراستهم وحياتهم، والذين كانوا يأملون منذ زمن طويل أن يروا مدينتهم وقد ارتقت لمصاف المدن السياحية العالمية، لكن بنكهة عُمانية تعكس حقيقة التباين الديموغرافي في المدينة وما تحويه من فسيفساء متعددة الأجناس والأعراق.

مطرح مدينة عاشت وتعايشت مع الآخر في وئام قرونًا عديدة، خلف من بعده خلف، إلّا أنَّ ذلك الآخر لم يقتنع بما حباه الله من رغد العيش وكرم العمل في هذه المدينة الجميلة؛ بل طغى مُؤخرا وتمكَّن وجوده حتى أصبح المُسيطر على سوق المدينة وتجارتها وحاراتها وأزقتها وبيوتها على حساب المُواطن.

تصريحات سعادة رئيس بلدية مسقط تدعو حقيقة إلى التَّفاؤل، خاصة عندما صرح بأنَّ أغلب الخطط التنموية والخدمية المزمع إقامتها، بما فيها الواجهة البحرية، وميدان مطرح، والشارع البحري، وإنشاء مواقف متعددة الطوابق، وغيرها من المشاريع التنموية النوعية التي تتماشى مع رؤية "عمان 2040" واستراتيجية عمان للسياحة، سيتم البدء فيها خلال هذا العام 2024، وسوف تتبعها مشاريع نوعية أخرى خلال الأعوام المُقبلة، وكلها مشاريع مبشرة بالخير وتدعو إلى التفاؤل.

إننا كمواطنين نثمن هذه الجهود التي تقوم بها الحكومة الرشيدة ونتطلع بكل شغف إلى أن نرى هذه المشاريع التنموية والخدمية على أرض الواقع في القريب العاجل، وما نأمل فيه أكثر هو أن يكون للعمالة الوطنية والأسر المُنتجة وأولئك المواطنين الباحثين عن عمل نصيب وافر من فرص العمل والتجارة في هذه المشروعات التنموية المستدامة في أم المدن العُمانية مطرح الواعدة، التي كانت دوما الواجهة المشرقة لعُماننا الحبيبة، كما نأمل أن لا يقتصر وجود هذه الخطط على الجوانب التجميلية فقط دون الأخذ في الاعتبار المتطلبات الحياتية للمواطن العماني، فهو عنصر التنمية الأول والأخير وعليه توضع الآمال الكبار للمضي قدمًا بهذا البلد الطيب المعطاء نحو الآفاق العليا بإذن الله.

وأخيرًا.. نفهم من تصريحات سعادة رئيس بلدية مسقط أن هناك كمًّا هائلًا من الخطط والمشاريع التنموية في مدينة مطرح وهذا ما يدفعنا أيضًا للتساؤل حول جدية التنفيذ، ونأمل أن يكون التنفيذ هذه المرة جديًا وسريعًا.

تعليق عبر الفيس بوك