رحل مربي الأجيال وصانع الرجال

 

 

راشد بن حميد الراشدي

 

تغيب الكواكب والنجوم والأقمار كما تغيب الشمس في أفلاكها، واليوم فقدت قرية الخشبة كوكبًا من كواكبها الدرية، ومُربٍ فاضل عاش سنين من عمره صانعًا للرجال في وطنه، وتحديدًا في مدرسة الأزهر بن علي للتعليم الاساسي بولاية المضيبي؛ حيث تتلمذتْ على يديه أجيال وأجيال، تخرجت في هذه المدرسة العريقة، والتي عُشتُ في كنفها نيفًا من الزمان بلغ 18 عامًا، كنت معاصرًا لذلك المربي الفاضل الجليل مع ثلة من المعلمين الأجلاء المثابرين من أجل بناء أجيال صالحة حتى تخرج فيها عدد من الطلبة  المتميزين، ولله الحمد، وفي جميع التخصصات التي يحتاجها الوطن.

3.jpeg
 

اليوم رحل الأستاذ مسلم بن سالم المفرجي- رحمه الله- صاحب الخلق الحسن والسيرة العطرة والقدوة الحسنة، وقد خلف وراءه إرثًا كبيرًا من صلاح الأبناء بأسلوبه الهادئ في التعليم، وبدماثة خلقه التي عاصرت بعضًا من فصول حياته فيها؛ حيث يفتقده أولئك المربين من الرعيل الأول الذين كانوا على قلب رجل واحد، من أجل خير طلابهم في التربية، وفي التعليم، فبذلوا الغالي والنفيس من أجل تنوير وتبصير العقول؛ فحازوا مرضاة ربهم ومحبة طلابهم.

تفتقدُ قرية الخشبة اليوم هذا المربي الفاضل الذي طاف بعلمه على الكبير والصغير بسراج النور الذي يحمله؛ فأنار عقول أمة تبني الوطن وتذود عنه بسلاح العلم والتعليم، وقد تخرَّجتْ من مدرسة المكارم والأخلاق..

ندعو الله العلي القدير أن يتغمد الأستاذ المُربِّي الكريم بواسع رحمته، وأن يُلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.