"الدختر".. للدكتور أحمد شفيق الربيعي

 

 

خالد بن سعد الشنفري

 

صدر مؤخرا كتاب يوثق لمراحل مهمة من حياة المرحوم الدكتور أحمد شفيق الربيعي في ظفار ونشاطاته في المجالات الطبية والتطبيب فيها.

الكتاب بقلم ابن بار من أبنائه هو العميد ركن متقاعد عادل بن أحمد شفيق الربيعي، ويعد هذا الكتاب شبه سيرة شخصية مختصرة للدكتور، وذلك طبيعي لأن الكاتب ابن للدكتور وليس بأكبر أبنائه سنًا؛ بل أوسطهم تقريبًا، لكنه على ما يبدو كان قريبًا من والده ليحظى منه بهذه المعلومات القيمة ليتحفنا بمعلومات مهمة وشيّقة عن هذه الشخصية الفذة التي كان لها دور بارز ومهم وإنساني جدًا في تاريخ ظفار وحياة المجتمع الظفاري، في فترة من الزمن، أقل ما يقال عنها أنها كانت من أصعب وأثقل المراحل على هذا المجتمع الظفاري، الذي كان يعيش شبه عزلة ليس عن الوطن الأم عُمان لبعده الجغرافي عن ولاياتها ومدنها؛ بل ولعدم وجود طريق بري مُمهّد يربطها بها آنذاك سوى البحر، ولبُعدها أيضًا عن أي تجمع بشري فاعل ونشط آخر من جوارها الجغرافي. لذا يعتبر هذا الكتاب بحق نوعًا من التوثيق لتلك المرحلة الزمنية من تاريخ ظفار التي كان من الطبيعي أن يعتريها الكثير من أعراض الثالوث البغيض (المرض والفقر والجهل)، وغيب تاريخها منذ بداية القرن العشرين إلى بداية سبعينياته ودخول عُمان مرحلة النهضة المباركة الحديثة بقيادة المغفور له بإذن الله السلطان قابوس بن سعيد.

كنتُ قد اجتهدت قبل ثلاث سنوات من الآن في كتابة مقال متواضع عن هذه الشخصية التي لم تحظ للأسف بأيِّ نوع من التوثيق رغم أهمية دورها في المجتمع الظفاري على مدى أكثر من ثلاثة عقود من تلك الحقبة، وقد تفضل الأخ العزيز العميد عادل بالإشارة إلى هذا المقال في كتابه مشكورًا؛ بل إنه ضمن مقالي ذلك عن "الدختر" في كتابه وذيّله به.

اليوم بصدور هذا الكتاب ووجوده حاليًا على أرفف مُعظم المكتبات في صلالة سيجد المهتمون من شبابنا ضالتهم في التزود بمعلومات ومعارف مُهمة عن المرحوم الدكتور أحمد شفيق "الدختر"، وعن تلك المرحلة من تاريخ مجتمعنا الظفاري، خصوصًا أنَّ الكاتب عادل ليس بغريب عن القلم والكتابة، فلقد شغل مناصب عسكرية في التوجيه المعنوي، وله كتابات عديدة في ذلك خصوصًا في مجلة "جند عُمان" وبرامج التوجيه المعنوي.