محاكاة التافهين وإقناع المخالفين

 

عائض الأحمد

 

خلقنا الله سواسية، نعم! ولكن ميز بعضنا عن بعض، في تفاصيل كثيرة جلها متعلق بما نعقله وندركه هنا الفرق بين زيد وعبيد، وهنا فقط تتضح "البصمة" الحياتية إن صح قول ذلك، في طريقة تفكيرنا، حتى لو مررنا بنفس الظروف، وسارت بنا الأيام على نفس الخطى.

فما فعلته ليس على كل من حولي أن يكون بذات السيرة والنهج حتى وإن كانوا أبنائي، فحينما يدور حديث ليس على الجميع الإنصات أو الإذعان إلا تقديرا للمتحدث وليس إقرارا بالحديث، فلا تجعل من رجل "تافه" يستفزك بغية الوصول إلى هدفه "القذر" وكأنه يدير تحديا يخلو من شرف الكلمة إلى مستنقع الجدل الرخيص والكلام المرسل دون هدف.

هناك من يعتقد أنه وصل إلى القمة ويظن أنه النموذج "الأصلي" لكل محاولات الرقي والتحضر، معتقدًا أن ظروفه الخاصة يجب أن تكون سيرًا ذاتية تُحكى وتُعمَّم لأنه نجح فيما فشل فيه آخرون وهذا ظنه ومعتقده حتى أصبح مثل "البالون" بمجرد أن تلمسه ينفجر في وجهك، من أنت؟!

الشفقة تسبقها ابتسامة واسعة تعلو محيّاك تصيبه في مقتل، ويجن جنونه ما الذي ينقصني؟ حشرجته الداخلية هذه تثير غباءه أكثر وتُظهِر حجمه الصغير في مواجهة الكبار، حينما يتجرأ على من سبقه علمًا ومعرفة، وكأنه نسي أيام طفولته وهو يقدم يده لنمسك بها خشية السقوط.

الإبحار في مناطق لا تعنيك في شيء مضيعة وهدر، عواقبه كالجلوس مع من ابتلي بمرض عقلي لا براء منه.

ختامًا.. الفطن العاقل لن يقف في وجه من يكبره سنًا ويعلوه مكانة مطلقًا تحديًا خاسرًا، يفقده ثمن الصحبة وفضل النصيحة.

شيء من ذاته: حينما تعصف بي الحياة وتثير أشجاني أرقد تحت ساق شجرة العمر استظِل بها، واحتمي بظلالها، فيكفيني منها ذلك دون غيرها.

نقد: لا تطلب المستحيل فأنا لن أكون نسخة منك، توارد الأفكار ربما، ولكن تطابقها "سرقة" لا أجيدها.