غفت عيون الحمراء (3)

 

سالم بن محمد العبري

ذكرى وفاة العلَّامة المفتي الأول لسلطنة عُمان الشيخ إبراهيم بن سعيد بن محسن العبري؛ كانت في يوم الجمعة 14 مارس 1975؛ إذ كان إمام الجمعة في (مسجد الخور/ الشهداء) بمسقط في حِلَّتها الشهيرة بـ"الرقعة"، وكان العلّامة قد صلَّى بأول جمعة، وبحضور السلطان قابوس بن سعيد- طيَّبَ الله ثراهما- بعد أن أفتي بإقامتها في مسقط وبتعدد إقامتها في سائر أراضي عُمان.

هو الذى طلب مع أستاذه الشيخ ماجد بن خميس بن راشد العبري في مطلع الأربعينيات من القرن الهجري الماضي؛ أي قبل قرن من الآن وقبل خمسين عامًا، بجواز إقامتها منذ استقر رأيه على جواز إقامتها مع الحاكم العادل؛ وإن لم يكن مُبايَعًا بالإمامة، كما استُقَرَّ عليه فقهاء القرون الغابرة، ثم كان أن ختم الله حياته بُعيد صلاة الجمعة، ولعلَّ في وفاته يوم الجمعة تأكيد على صوابية رأيه الذى تبناه، وهو في سن الكهولة والنبوغ والكمال البشري، وشاء القدر أن يُغتال الملك فيصل بن عبدالعزيز في الجمعة التالية من الشهر نفسه بعد أن عزَّى فيه السطان قابوس- رحمهم الله جميعًا وأفسح لهم في مُستقر رحمته وفسيح جنته.

وكان الملك فيصل قد التقاه في موسم الحج عام 1973 – 1329هـ وتعانقا عِناقًا حارًا يدلل على الاحترام المتبادل ببنهما وعلى ما أراه من الملك فيصل بن عبدالعزيز يتميز بصفات وأخلاق الملوك الصالحين العظام.

وندلل على ذلك ببعض ما أُشيع عن تصرفاته؛ فهو الذى لم ينشرح صدره وقد خسر الزعيم جمال عبدالناصر جولة الحرب في 1967، ويتشفى منه- كما فعل كثيرون؛ بل وقف موقف الكبار تقديرًا للزعيم جمال عبدالناصر وتحقيقًا لمواقفه ورؤاه، فأُقرت بنود الدعم لدول المواجهة والطوق مع إسرائيل.

لقد أدرك الملك فيصل بنظرته الثاقبة أن الكيان الصهيوني الغاصب عدو الأمة والإسلام وإن اختلف العرب وتخاصموا فهو عدو لهم وللإسلام، وأخبرنا ذلك القرآن في سائر العديد من آياته.

تعليق عبر الفيس بوك