عُمان والكويت.. محبة صادقة

 

حمد الحضرمي **

** محامٍ ومستشار قانوني

 

 

العلاقات الأخوية الوطيدة بين سلطنة عُمان ودولة الكويت مثالية، ونموذج يحتذى به إقليمًا ودوليًا، وقد تجاوز الطابع التقليدي في علاقة الأخوة والتعاون على المستويين الرسمي والشعبي، ولهذه العلاقة الضاربة جذورها في التاريخ منذ قرون نهج دبلوماسي متشابه يلتزم بالطرق السلمية اتجاه العديد من القضايا الإقليمية والدولية، والعلاقات بين مسقط والكويت قديمة لا سيما ما يتصل بالعلاقات التجارية البحرية التي جمعت تجار البلدين، وترتبط البلدان بعلاقات سياسية واقتصادية وتجارية وثقافية وعلمية تشهد تطورًا مستمرًا بفضل توجيهات القيادتين في البلدين الشقيقين، وحرصهما على تعزيزها في شتى المجالات والدفع بتلك العلاقات نحو آفاق أوسع وأرحب.

وهذه العلاقات الراسخة بين عُمان والكويت تعرضت لتحديات خاصة في فترة الغزو العراقي الغاشم على دولة الكويت عام 1990م، والموقف المشرف من سلطنة عُمان حين وقفت مع الحق وساهمت في حرب تحرير الكويت في فبراير عام 1991م، وعبر تاريخ العلاقات بين البلدين تواصلت زيارات قادة البلدين واللقاءات المشتركة والتي أسفرت عن توثيق التعاون الاقتصادي وسبل تطور العلاقات بين البلدين الشقيقين، واستمرار التنسيق المُشترك حيال مختلف القضايا الإقليمية والدولية.

وفي إطار التشاور والتنسيق المشترك بين البلدين، شكل البلدان في عام 2001م لجنة مشتركة تلتقي بصورة دورية وتعمل بصفة مستمرة على تعزيز العلاقات الثنائية في المجالات التجارية والصناعية والثقافية والعلمية والسياحية والبحث العلمي، وتجسيدًا للعلاقات التاريخية الوثيقة تأتي زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت إلى سلطنة عُمان في زيارة دولة، يلتقي خلالها بأخيه جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم سلطان عُمان، وقد أثمرت هذه الشراكة والتعاون الاقتصادي الاستراتيجي بين البلدين الشقيقين عن مصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية، والتي سيتم افتتاحها يوم الأربعاء 2024.2.7م في يوم تاريخي بحضور سلطان البلاد وأمير الكويت.

فأهلًا وسهلًا بضيف عُمان الكبير حضرة صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، حللت أهلًا ونزلت سهلًا في بلدك الثاني وبين إخوانك وأهلك، ونرجو لسموكم طيب الإقامة، ونتمنى لعمان والكويت والشعبين الشقيقين دوام الرفعة والتقدم والأمن والأمان والاستقرار.