سارة البريكية
المبادئ الراسخة منذ بداية البشرية والتي قد لا يختلف عليها أي اثنين هي أن الكبير يقتات على الصغير وليس في قانون الطعام فقط لدى الحيوانات وإنما في قانون البشر أيضًا فكلما كنت كبيرًا أثرت كثيرا على ذلك الصغير وأخذت حقه إن كان لا يدري لا بل باسم العدل والإنصاف ستخبره أنك الأكبر ويجب أن يكون لك نصيب الأسد ولكن هو نصيبه الجزء المتبقي من ضالتك وربما جزء صغير لا يذكر وربما مع علمك بهذا أصبحت تدرك أن الحياة الطبيعية لن تعطيك فرصا أكثر لانَّ الكبير قد استحوذ عليها ولأنك صغير لن يكون لك إلا البقايا هذا إن تمكنت من الحصول عليها من الأساس.
ونحن نعيش في دولة عامرة بالخيرات؛ فسماؤها خير وبرها خير وجوها خير وأرضها خير وصحاريها خير، وقد تباهت بدولتنا الأمم، والواحد منَّا يفتخر أنه ينتمي إلى بلد غني لم يصنف من الدول الفقيرة، لكن المرء قد يدري ويعلم أن من هذا الخير الكثير لم ينل هو سوى القليل.
ومع مرور الزمن والوقت تدرك أنك لم تجرب فرحة نزول راتبك كغيرك من بني البشر، ولكنك قد جربت أن تنظر إلى غيرك بعين ملؤها الأمل وتتمتم: ربما بعد حين!
الثروة التي قد تبلغها بلدي قد تتعدى ثروات دول كثيرة، والرخاء الذي يعيش به وطني لا يُقدر بثمن، ونعمة الأمان والأمن من أجمل النعم التي تفتقدها تلك الدول، فنحن نحيا في تعايش مع بعضنا البعض، على عكس دول أخرى لا تشعر بمعنى الأمان رغم الطفرات التي يعيشونها.
كان بين الأمم السابقة توزيع الطعام والأموال كل حسب إنتاجه وعمله وما قدم لذلك المكان الذي ينتمي إليه، فيأتي المفكر والأديب والمخترع في مقدمة الذين يحصلون على المال، نظير جهودهم الجبارة في خدمة الوطن والمواطن.
أما عن الزمن الذي نعيش فيه فلا يعني ذلك شيئًا ولو اخترعت الذرة، فقد تظل ضمن الفئة الفقيرة. تحدوني الكثير من الأمنيات لكن لا أستطيع تحقيقها لعدم حصولي على فرصة عمل حتى الآن.
لكني سأظل دائمًا أملك اليقين بأنَّ المستقبل المزدهر آتٍ بإذن الله تعالى!