مطلب نأمل أن يتحقق قريبًا

 

خليفة بن عبيد المشايخي

khalifaalmashayiki@gmail.com

 

حظيت الجولة السامية والزيارة التي قام بها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله- يوم الأحد الماضي لمحافظة مسندم، باهتمام بالغ من أبناء المحافظة خاصة ومن المتابعين للشأن المحلي في الداخل والمنطقة عامة، والقارئين والمتتبعين لخطط التنمية ولمسار النهج السلطاني السامي خاصة، وذلك في كافة أقطار المعمورة.

وجاءت هذه الجولة السامية لتفقد الجوانب التنموية والاجتماعية والاقتصادية التي تشهدها محافظة مسندم، وكذلك للالتقاء بالشيوخ والرشداء والأعيان، وعدد من أعضاء مجلس عمان وأعضاء المجلس البلدي ورجال الأعمال. وقد أبدى جلالته- أعزه الله- ارتياحًا شديدًا لما شاهده من فرحة عارمة ارتسمت على أبناء المحافظة شيبهم وشبابهم عند رؤيتهم لجلالته، كما إن جلالته أعرب عن ارتياحه لجهود التطوير التي حدثت في المحافظة، مشيدا بتعاون الأهالي وكافة الجهات الحكومية المعنية، وبجهود المسؤولين وأصحاب المعالي في الجانب التخطيطي، ومثنياً على جهود ودور معالي السيد إبراهيم البوسعيدي محافظ مسندم. ويشير هذا الثناء العلني أنَّ معاليه كان عند حسن ظن جلالته به، ومستوى الثقة التي أولى إياها، لدرجة أنه قال "وُفقنا فيه".

أن تأتي الإشادة من المقام السامي، فهذا أمر له دلالات كثيرة، منها أن جلالته متابع بالدرجة الأولى لعمل أي مسؤول في الحكومة، ومهتمًا- أعزه الله- بالأعمال التي تُنجز، وهذه لفتة سامية كريمة من جلالته، وأمر محفز لجميع المسؤولين بالعمل والعطاء والإنتاج والإنجاز، في كل القطاعات. وهذا نهج يخدم الوطن والرعية، ويحقق سبل الحياة الكريمة للمواطنين. فجلالته مقيم للجهود ويثني عليها ويباركها، فيوجّه إلى العمل السريع المنظم والمرتب، وأن تكون هنالك أولويات لتحسين الأوضاع الاقتصادية والمحلية، وجعل أبناء عمان سواء في محافظة مسندم أو في كل بقعة من أرض الوطن، ينعمون بالرفاهية ويسود بينهم الأمن الاجتماعي والغذائي بشكل يمكنهم من العيش بسلام وبطمأنينة، وبدون الحاجة والفاقة ومذلة السؤال.

ومحافظة مسندم وجهة مهمة ومنطقة جغرافية متميزة، وجلالته يشير إلى أهميتها ومكانتها دائمًا، خاصة وأنها مرتبطة بالحدود مع دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، ومتداخلة معها في الأراضي والحدود. ولهذا فإنَّ سواعد التطوير الممتدة في هذا الجزء الشمالي من عمان، يفتح المجال لاستقطاب استثمارات ضخمة ومشاريع عملاقة من شأنها جلب رؤوس الأموال، وإنعاش السياحة البحرية وسياحة تسلق الجبال والمغامرات إلى غير ذلك، والوقوف على التاريخ العماني في مسندم، وعلى الأصالة والحداثة، والموروث الشعبي والتراث العماني العربي الذي تتميز به المحافظة.

وفي ظل هذه المساعي والجهود التي نراها، نأمل أن يكون وضع طريق محافظة مسندم والدخول إليها، كوضع ولاية البريمي حاليا بعدما أُلغي عنها المركز والمنفذ الأمني لشرطة عمان السلطانية. ما نأمله من الحكومة الرشيدة أن تدرس إمكانية جعل الطريق إلى مسندم والدخول إليها بدون طلب وثائق شخصية أسوة بالذي حدث في محافظة البريمي، وأن تكون هناك بدائل جديدة، نعم صحيح أن هناك أراض وحدود دولية متداخلة مع دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، لكن لا يجب أن يكون ذلك عائقاً أمام إلغاء ذلك المركز مستقبلا وتسهيل الدخول للمحافظة والخروج منها على المواطنين.

إن ما يقوم به جلالته من الوقوف شخصيا على متطلبات التنمية في محافظة مسندم واحتياجاتها، لهو أمر يثلج الصدر ويعزز من مشاعر الولاء والانتماء لعمان وسلطانها، ويحفّظ لمحافظة مسندم مكانتها، ففيما يتعلق بوجود مضيق هرمز الدولي، فإنه يقع في حدودها ومياهها الإقليمية، وفي نطاق وحدود مسؤولياتها الجغرافية، ما يعني أن تطويرها بشكل أسرع، سيجعلها منطقة عبور بحري بإمكانه أن يفتح آفاقًا ويوفر فرصًا سياحية واستثمارية واعدة.

تعليق عبر الفيس بوك