فاطمة الحارثية
هل تحب نفسك بما يكفي؟ وكيف تُعينك على تحقيق أهدافك وأحلامك وتمكين وجودك؟!
استطعت أن أحقق أغلب مُؤشرات الأداء الرئيسية الشخصية التي وضعتها لنفسي لهذا العام، وأخفقت في بعضها مثل إنشاء مدونتي الصوتية، فأنا أضع لنفسي أهدافًا شخصية قابلة للقياس كل عام، ومن أهداف العام المنصرم أن أعود للكتابة القصصية، وأن أتعرف على أصدقاء جدد، وأقرأ في موضوعات جديدة، وغيرها من المهام الخاصة، التي تحقق توجهي الشخصي للنمو الفكري والاجتماعي وأيضًا تطوير بعض المهارات.
وللعام الجديد ثمة تحديات جديدة بعضها محاولة إعادة تحقيق ما أخفقت فيه، وجديدة مثل التجديد في فن كتابة المقال، مثل تعزيز القدرة على صياغة وتدوين فكر وأسلوب كتابي مختلف، وأيضًا الإصرار على بناء نشاط المدونات الصوتية، وبعض المهام البسيطة لأصنع لذاتي أدوات العطاء والاندماج المجتمعي، ونفع الناس بما استطعت، فمن يُريد أن ينفع الناس عليه أن يُدرك أنه هو من عليه أن يتغير وليس الناس، وأن يهتم بصقل ذاته ومواكبة المتغيرات والاعتدال ليصل إلى القبول والثقة، ولنوضح أمرا قد يختلط على بعضكم، وهو أن الأهداف الشخصية تختلف تماماً عن الأهداف المهنية.
البعض يخلط الحابل بالنابل، ولا يوازن بين الأمور الشخصية والمهنية والعلمية والتجارية والأحداث الأخرى، فعلى سبيل المثال، قد يخلط بين رغباته واحتياجاته، علماً أن الرغبات يحكمها الهوى، والاحتياجات يحكمها البقاء والمصير، أو قد يكتفي بفهم ما أراده هو حسب منفعته دون محاولة استيعاب الفكرة أو الحوار المُستقبل من المُرسل، والأسوأ نتائج تفسير الهوى قد يكون مسبباً لتدمير العلاقات، والحد من منافع التواصل والاتصال، وحتى العقوق الأسري والتشتت.
وطبعًا ثمَّة مؤشرات أداء حتى في المسائل والأهداف الخاصة، والمعايير مهمة كأهمية الأهداف الشخصية مثل الأداء الأُسري والعائلي والوطني والمجتمعي وغيرها، كل حسب وعيه وميله للنظام أو فهمه لقيادة الذات من خلال السلوك والتوازن؛ نوع الكتابة التي أود خوضها هي استخدام الشخوص بمعنى السرد الفردي وليس الجماعي فبدل أن أقول: "معظم الناس" أقول "فلان"، طبعًا الأسماء ستكون مُستعارة والأحداث قريبة من وحي المشكلة والحل، أو فكرة وتنفيذ أو قيم واعتقاد وغيرها من الأمور التي تصعب عليّ، وهو قريب من فن كتابة السيرة والمقالة الذاتية والمقالة القصصية، وكما يعلم المهتم بكتابة المقال أن المقالة الذاتية تحتاج إلى مهارات خاصة، والمقالة القصصية تحتاج إلى أسلوب سرد عال يستطيع من خلاله الكاتب منح القارئ شعورًا بأنه جزء من النص أثناء القراءة، والاندماج كأنه يعيش الحدث.
قد نقرأ الكثير من الكتب ونستمع إلى خبرات الغير ومنها ما يُقنعنا ومنها ما يزيدنا حيرة، لذلك أود أن أصنع لهذا العام مساحة عن القيم والهوية، فهي تبدأ منَّا وتؤثر فينا وفيمن حولنا، وبدونها نفقد الأصالة والمعتقد. سأحاول في عموم المقال في هذا العام التنوع في المحتوى كأهداف احتواء الهوية، وما يترتب عليه من أثر وتأثير، والحد من جدل المعايير، والتطور الفكري والحضاري بما يمكن ويعزز التميز على التقليد، إن وقع الكلام والنقد يختلف حسب العمر وأثر الخبرات علينا، وقد نجد من بات بحكم خبرته يؤرقه ما آلات بنا العولمة، والخوف من حرب الثقافة واستعمار السلوكيات غير الإنسانية، والانحدار اللغوي في التواصل، وفقد الهوية، لذلك أود أن أدخل العاطفة في المقال، ومشاركة القارئ كيفية الاستفادة من التعليم الذاتي وثقافة النقد البناء، وبناء الرقابة الذاتية، لن أتناول الأمور كمختص لكن، كمجرب شغوف ومطلع ماهر.
وإن طال...
لا ينحصر مفهوم السلوك في الفعل فقط، فللغة الجسد دور أساسي ونغمة الكلام، والمفردات المنتقاة في الحوارات سواء الخاصة أو العامة، وأيضًا الثقافة، فثمة سلوكيات تُعد عند البعض أمرًا عاديًّا، بينما يعدها ويراها مجتمعٌ آخر أو بيئة أخرى منافية للأخلاق ومرفوضة.