عقود العمل المؤقتة للمواطنين

 

 

سالم بن نجيم البادي

 

لا يُعقل أن يعمل المواطن في بلده بعقود عمل مؤقتة تجعله عرضة لرياح القلق وعدم الاستقرار الوظيفي والخوف الدائم من عدم تجديد عقد العمل، وهذا شعور لا يعلم به إلّا من ساقه حظه العاثر وحاجته للعمل ولو بعقد مؤقت، إنها الظروف الصعبة والرغبة في كسب لقمة العيش والاعتماد على النفس والتطلع إلى بناء المستقبل؛ وذلك يحتاج إلى وجود بيت وسيارة وزوجة ومن ثم تكوين أسرة ككل الناس.

وقد تواصل معي شباب من أصحاب عقود العمل المؤقتة وهم يرغبون في طرح قضيتهم على أمل أن يتم تسكينهم في وظائفهم. أكثر من 60 شابًا يعملون بعقود مؤقتة في إحدى الجهات الحكومية في إحدى المحافظات هذا في جهة حكومية واحدة ولا توجد عندي إحصائية عن أعداد المواطنين الذين يعملون بعقود عمل مؤقتة في القطاع العام، وقد ذكر لي أحد الذين يعملون بعقد عمل مؤقت أنهم يخشون من إنهاء عقودهم في أي وقت.

كما أن عقود العمل المؤقتة لا تخصع لقوانين الخدمة المدنية ولا تشملها التأمينات الاجتماعية ولا يشملهم نظام التقاعد ولا الإجازات المذكورة في قانون العمل. وبعضهم على هذا الحال منذ 5 سنوات وهم ينتظرون أن يتم تسكينهم في وظائفهم، وبعضهم لديهم أسر ورواتبهم زهيدة ومنهم كما يقولون من تجاوزت أعمارهم 25 عامًا دون أن يتمكنوا من تكوين أسر حتى الآن لأن رواتبهم لا تتجاوز الحد الأدنى للرواتب.

وبعض هؤلاء الشباب أصحاب العقود المؤقتة قد أخذوا قروضاً من البنوك ويواجهون مشكلات مالية كثيرة في زمن الغلاء ومتطلبات الحياة التي لا تنتهي، وبعضهم من حملة الشهادات الجامعية- وكما يقولون- فإن مستقبلهم مجهول والوقت يمر وهم لا يعلمون متى سوف يتم تسكينهم في الوظائف التي تلائم تخصصاتهم، ويخشون أن لا تُجدد عقودهم المؤقتة.

كما إن بعضهم يعمل في وظائف تحتاج إلى تأمين صحي مثل الذين يتعاملون مع الآلات الخطرة والمبيدات الحشرية التي قد تضر بالصحة على المدى البعيد ويحدث أن تتأخر الرواتب كأن تتأخر شهرًا كاملًا، وهكذا!

إن هؤلاء الشباب من أبناء الوطن يستحقون التسكين في وظائفهم من أجل الاستقرار النفسي والشعور بالأمان وحتى ينطلقوا في بناء حياتهم الاجتماعية في ظل وطنهم الغالي، ويجب إلغاء نظام عقود العمل المؤقتة حتى لا نرى المواطن يعمل في وطنه بعقد مؤقت خاصة في الجهات الحكومية.

إن عقود العمل المؤقتة للمواطنين مشكلة مسكوت عنها تضاف إلى مشكلات الباحثين عن عمل والمسرحين من العمل، وقد لمستُ من شكوى هؤلاء الشباب أصحاب عقود العمل المؤقتة حجم معاناتهم ورغبتهم الملحة في حل قضيتهم، لأنهم يخافون من المستقبل المجهول ويرجون أن تجد قضيتهم الاهتمام من أصحاب الاختصاص والشأن.