الإعلام والخطط الاقتصادية

 

خلفان الطوقي

أحد ركائز أي مشروع أو مبادرة حكومية هو إعلام الفئة المستهدفة؛ فلا يمكن إهمال الجانب الإعلامي، والسبب أن هذا الجانب جوهري وجوهري جدا، وربما في أحيان كثيرة تصل أهميته لما هو أكبر من بعض الجوانب الأخرى. ورغم الجهود الإعلامية الوطنية التي تقوم بها بعض الجهات الحكومية في توصيل رسائلها للجمهور، إلا أن كثيرًا من المستهدف إيصال الرسالة الإعلامية لهم، لا يعملون بها، بل ولا يعلمون عن المشاريع والمبادرات القائمة الموجودة حاليا، لذلك تجد عددا منهم في حالة عدم رضا مستمر.

ليس من المناسب في الوقت الحالي لوم الجهة الحكومية أو المتلقي على سبب عدم معرفة البعض عن المشاريع والمبادرات الحكومية القائمة أو المستقبلية، لأن الملامة لن تؤدي لأي نتيجة ملموسة، وهدف مثل هذه المقالات اقتراح ما يمكن اقتراحه للتحسين والتطوير والمساهمة في تقديم الحلول.

ومن هذا المنطلق، ولتقليل الفجوة بين ما هو مخطط إعلامه للفئة المستهدفة وما هو حاصل على أرض الواقع، ولتكثيف الجهود المركزة، يمكن اقتراح القيام بما يلي:

- الاستمرارية: بمعنى أن لا يتم الاكتفاء بالإعلام قبل وأثناء الإعلان أو تدشين المشروع، بل يمكن أن يستمر وفي أوقات متفرقة، وفق مراحل مختلفة.

- المنهجية: من خلال وضع خطط إعلامية لكل مشروع أو أي مبادرة حكومية، وتحديد الأوقات المناسبة للإعلام، وأدواته المناسبة، وتحديد كافة التفاصيل اللازمة، والتأكد من فاعلية المهنجية الموضوعة، وأخذ الدروس المناسبة بعد تقييم المنهجية المتبعة، لتقويتها في المستقبل، وتفادي كافة نقاط الضعف السابقة.

-  التوثيق: بكتابة تفاصيل المشروع أو المبادرة الحكومية في ملف شامل ومفصل، يكون هذا الملف متاحا للجميع يمكن العودة إليه بسهولة وفي أي وقت؛ سواء من الجهة الحكومية نفسها أو من الباحثين الأكاديميين أو المهتمين، أو أي من أعضاء مجلسي الدولة والشورى، أو من الفئات المستهدفة من المتلقين، وبهذا يمكن تطوير المحتوى الإعلامي عند الحاجة اإيه، وهو في الوقت ذاته أحد متطلبات تطبيق مبدأ الشفافية.

- الابتكار والتجديد: فالمحتوى الإعلامي التقليدي كان مؤثرا في الماضي، لكنه يحتاج إلى إعادة صياغة تتناسب مع لغة العصر، وتحديد الأدوات التسويقية بدقة تتوافق مع سلوكيات الفئات المستهدفة، وعليه فإنه من المناسب الاستعانة بالذكاء الاصطناعي (AI) واستخدام الخوارزميات لضمان وصول الرسائل الإعلامية للأشخاص المستهدفين في الوقت المناسب.

... إنَّ الإعلام عالم ديناميكي، حاله حال كل العوالم الحديثة السريعة في تغيرها وتطورها، ولأهمية الاعلام في كل دولة، فمن الضروري الاستفادة منه بمختلف درجاته ووسائله؛ من خلال فرق عصرية مؤهلة تعمل بشكل غير تقليدي، لكي تستطيع تحقيق توجهات الدولة والخطط المرسومة للحكومة، والأهداف المنشودة لحظة بلحظة.