ثقب الباب

 

عائض الأحمد

من أسرار الكون، ومن عجائبه التي لا نهاية لها ما رواه نقلاً عن أحد أشهر أهل "قريته" في صناعة الدراما المسائية نسبة إلى المساء، وإلى التفاف أهل القرية للسمر وسماع ما تجود به خيالات "الهرفي" وهذا لقبه.

كنا نعلم ويعلم صانع هذه الروايات أنها من بنات أفكاره، وبرغم كل هذا نتحلق ونتعلق أيضاً بمواعيده التي لا تنتهي وكأنها ساقية لهمومنا، وطاردة لكل ما اعتقدناه ضيقاً ذات مساء، لسنا سذجًا أو بسطاء للتصديق كما يعتقد كل من وقعت عيناه على جمعنا، أو مر يومًا من قريتنا، إنها يا صديقي الحياة و"ثقب الباب" الذي ترى الأشياء منه، وليس كما تظن أن الآخرين حينما يملكون يترفون ويستدعون الممكنات كلهن، ويسخرونها طمعًا وكرهًا لملذاتهم، وما وافق هواهم وساير أفكار الآخرين في بروجهم، فلو لم يكن "سيد" هذا المساء في قريتنا لبحثنا عن "سيد" آخر نتندر عليه، ونمضي الوقت بين همز ولمز وقهقهات تعلو في فضاء اجتماعنا وكأن "عصبة الأمم" عادت سيرتها الأولى قبل أن تتفكك، ثم تجتمع على هيئة أكابرها وحالها كحال عصبة قريتنا وفاكهة مساءاتنا "الهرفي" غفر الله له.

كان يقول: لو لم أجد غير ثقب الباب لخرجت!

ختامًا: لا أعلم أي علاقة تربط بين صاحبي وهيئة الأمم، ولكن حديثه يشبه بعضًا مما يدور في أحضانها.

شيء من ذاته:

لو حملت روحي على كفي، ثم أودعتها ظلمات بحر لجي، لأبصرتك ناصعة البياض خالدة مخلدة، تنبض روحي بنسيم شهيقك وزفيره، إن كنتِ لا تعلمي يا توأم الروح فوالدتي لم تحملك، إنه قلبي الذي يسابق أنفاسي شوقاً لك فماذا تحسبين؟ لو صمتت نبضاتي على صدرك، ثم توارت خوفاً ووجلاً أين أنت حبيبتي أين أنت مني؟

لن ألعن الظروف، ولن أستكثر من ألم البعاد؛ فالكسر يجبر وقلبي قد كسر.

نقد:

الكلمة وليدة اللحظة ليست صناعة أتكسبُ منها، ولكنني أثق بمصدرها وأحترم قارئها.