التبلُّد العاطفي

 

لينا الموسوي

عنوان أصابتني الحيرة في اختياره؛ لأني لم أجد أفضل من هذه الكلمات لأعبِّر عمَّا يحدث في العالم من تبلد عاطفي شديد لم يشهد له التاريخ من قبل، وإن كنت بعيدة عن السياسة، ولكني ما أعيشه الآن من مرحلة حياتية تختلف تمامًا عن مراحل حياتي السابقة التي كنت أسمع من يقول في المدرسة والبيت قصصًا وحكاوي عن دول تتكلم نفس اللغة، وتحمل الدين نفسه، دول ذات تاريخ عريق ومجتمعات متنوعة موحدة العادات والقيم والتقاليد.

تغيرت الأحوال، وظهرت الحروب وازدادت الأحزاب، وكثر الخراب فتغيرت طموحات الشباب، فانحسرت أحلامهم داخل الجهاز النقال، لتتحول ابتساماتهم إلى ضحك مستعار وتجمُّد في الأفكار، طموحات مبرمجة وقلة ابتكار.

فما يحدث الآن في العالم من دمار لا مفر منه ولا اختيار، أدّى بدوره إلى تبلُّد العاطفة والأفكار. ليتنا نستطيع أن نمتلك حقيقة القرار، عندئذٍ لأدركنا أننا أصحاب علم ودين وازدهار، ولالتزمنا بكل ما كتبه لنا الواحد القهار.

علينا أحبتي بالصبر والعلم والمثابرة والإصرار، لنسترجع ما قد رحل عنّا من غير اختيار، ونحافظ على ما تبقى من آثار حب وصدق عاطفة، ليتنا نعلم قيمة ما نملك من عقول ونفوس ثقال، متمنية للجميع حبًا وانفراجًا من الله العظيم الجبار.

تعليق عبر الفيس بوك