وأد الابداع

 

لينا الموسوي

الله تعالى جميل مبدع في خلقه، خلق الارض وما يدورمن حولها في أجمل صورة وخلق الإنسان في أحسن تقويم؛ حيث ميّزه بالعقل والحكمة عن باقي مخلوقاته ليبني ويطور ويبدع، زوده بكل ما يحتاجه من علم ومعرفه وخيال ليبحث فيخدم نفسه والأجيال من بعده.

وهناك أسباب مختلفة تقتل الإبداع داخل الفرد؛ منها: الخوف من الفشل وعدم الجرأة على إخراج محتوى ما في الذات أو الكسل والاتكال على الآخرين أو المراوغة واستنساخ ما موجود داخل وسائل البحث الرقمي.

فما نراه الآن من تطورات وعلوم وأبحاث وتكنولوجيا وتقنيات حديثة أخذت اتجاهات مختلفة في تطويرها، قد تُغير مسيرة المجتمعات نوعا ما، ولا نعلم إن كانت تخدم الأجيال القادمة أم تؤثر عليها سلبا، فتصبح مُستعبدة لما يسمى بالتكنولوجيا الحديثة والتي أصبحت تقدم العلوم على أطباق جاهزة عن طريق أساليب البحث السريعة؛ فبالضغط على زر بسيط يتجهز الفرد بكل المعلومات أو البحوث والتصاميم التي  يبحث عنها، والهدف هو تقديم التسهيلات اللازمة التي تُنمي وتطور المجتمع إذا أحسن الأفراد استخدامها واليقين بأنها وسيلة أو أداة لتسهيل وتطوير عمليات جمع المعلومات والتفكر أو كأمثلة يستفاد منها لا استنساخها .

قد يتحول الفكر مع مرور الزمن من مبتكرٍ مبدع خلاق إلى تابع معتمد متكل موجه غير متطور.

لذلك علينا أن نشجع أبناءنا ونُعلمهم حب المحاولة والجرأة في التنفيذ والابتكار وخلق كل ما هو جديد، وذلك بتغذية فكرهم وتعليمهم المهارات اليدوية والفنية والرياضية ليكونوا منتجين مفكرين ذوي عقول نيرة لا تابعين مُقلِّدين.

وأن نتيقن أن التعلم في الصغر كالنقش في الحجر، وأن كل ما نزرعه من اهتمامات وتطوير للذات نحصده لاحقا، فإذا زرعنا الفكر والإبداع والعلم نجني ثمار مجتمع مفكر واعٍ، وإذا لم ندرك خطورة الإدمان والاعتماد الكلي على التقنيات، نتحول إلى مجتمع تابع موجه.. لذا لنكن مبدعون مطورون.

تعليق عبر الفيس بوك