سوسة النخيل الخطر الداهم

 

سالم بن نجيم البادي

للنخلة مكانة مرموقة عند الإنسان العماني منذ قديم الزمان ولم تفقد مكانتها حتى الآن وقد زرعت في كل مكان في عمان في البلدات والمزارع والبيوت حتى تكاد أن تكون فردًا من أفراد العائلة؛ لشدة الاهتمام بها ورعايتها وتوجد منها أصناف كثيرة ومسميات مختلفة وتختلف ثمارها من حيث الجودة والطعم والشكل ووقت نضوج ثمارها.

وينتظر الناس موسم القيظ بفارغ الصبر في انتظار الرطب الشهي ليس للأكل فقط وإنما لبيعه؛ حيث يباع في بداية الموسم بأسعار مرتفعة جدًا، وحين يتحول الرطب إلى تمر، الذي نُسميه في عمان السح، تنشط تجارة التمور في داخل عمان، ويُصدَّر الفائض إلى الخارج كما هو أو يُصنع بطرق مختلفة. والتمر غذاء رئيسي للناس في عمان، وحاضر مع كل الوجبات تقريبًا وعند تناول القهوة وعند حضور الضيوف وفي كل المناسبات.

ويحتل النخيل 78% من المساحة الزراعية لمحاصيل الفاكهة على مساحة 73318 فدانًا ويمثل 34% من المساحة المستغلة للزراعة في السلطنة، ويبلغ عدد أشجار نخيل التمر في سلطنة عمان أكثر من 9 ملايين نخلة تنتشر على مساحة تقدر بنحو 62 ألف فدان وبإنتاجية تصل إلى 51 كيلوجرامًا للنخلة الواحدة، حسب تصريحات نشرتها وكالة الأنباء العُمانية في مايو الماضي.

لكن هذه الشجرة العزيزة الغالية ابتليت بمرض عضال حين تم تسجيل أول ظهور لحشرة سوسة النخيل الحمراء في سلطنة عمان في شهر أغسطس 1993 في إحدى ولايات السلطنة ثم انتشرت إلى باقي الولايات؛ وذلك نتيجة لعدم إدراك المواطنين لخطورة هذه الآفة وعدم التزامهم بقانون حظر نقل فسائل النخيل من المناطق المصابة بحشرة سوسة النخيل الحمراء وتتمثل أعراض الإصابة بسوسة النخيل فيما يلي خروج سائل لزج ذو رائحة كريهة، وظهور نشارة على الثقب الذي تصنعه الحشرة، وموت وإصفرار سعف النخلة، وموت الراكوب وسهولة نزعه. ومن طرق مكافحة هذه السوسة: المتابعة الدورية لجميع المزارع، ووضع مصائد في المزارع (سطل مع الفرمون والكومون)، ووضع مصائد استكشافية، وإجراء علاج وإزالة للنخيل المصابة، وتنفيذ مسوحات دورية لجميع الأماكن التي توجد بها أشجار النخيل.

إن هذه السوسة تمثل خطرًا على أشجار النخيل ويجب على جميع المواطنين التعاون مع الجهات المختصة بمكافحة هذه الحشرة والإبلاغ الفوري عن الإصابات التي تظهر في النخيل وعدم الاستهانة بخطورة هذه الحشرة وهي التي قضت على أعداد كبيرة من النخيل حيث شهدت بنفسي موت 10 من أشجار النخيل في مزرعة أبي، كما تابعت الحملة الموسعة التي نفذتها المديرية العامة للثروة الزراعية بمحافظة الظاهرة ممثلة بدائرة الثروة الزراعية وموارد المياه في بلدة الوقبة التابعة لولاية ينقل والتي بدأت بتاريخ 17 سبتمبر وتستمر حتى 28 من الشهر نفسه، والحقيقة أن الموظفين في هذه الدائرة يبذلون جهودًا جبارة لمكافحة هذه السوسة وذلك بتنفيذ العديد من المحاضرات في القرى والمدارس لتوعية الناس بخطورة سوسة النخيل ويقومون بحملات مستمرة طوال العام لمكافحة سوسة النخيل وهم يعولون كثيرًا على تعاون الناس ووعيهم والالتزام بعدم نقل الفسائل من المناطق المحظورة.

هذه دعوة لجميع الناس للتعاون في مكافحة سوسة النخيل في جميع أرجاء عمان حتى لا يستفحل خطرها، وشكرا جزيلا لفريق مكافحة سوسة النخيل في دائرة الثروة الزراعية وموارد المياه في بلدة الوقبة وهم ثلة من الشباب يعملون بجد وإخلاص وتفان وهمة عالية والشكر موصول للأهالي الذين يتعاونون مع هذا الفريق.

حفظ الله عمان من كل الآفات والشرور.