راشد بن حميد الراشدي **
ما الذي يحدث حولنا؟ أليست العمالة الهاربة والمسرحة أمام مرأى ومسمع الجميع؛ مواطنين ومسؤولين؟! لماذا السكوت على أعداد هائلة مُخالفة تعيش في بلدي وتشكل مخاطر جمَّة لنا جميعاً فتجدها في كل قرية ومدينة ومحافظة قد كثُر عددها وزاد خطرها؟
إنِّها العمالة الوافدة الهاربة السائبة التي تسرح بلا رقيب ولا حسيب في جميع ولايات ومحافظات السلطنة وتتزايد أعدادها يوماً بعد يوم. إنها أشبه بالقنابل الموقوتة في خطرها متى ما اشتدت بطشت دون رحمة، وخير مثال ما نسمعه عن مشكلاتها كل يوم؛ حيث يخاف الجميع اليوم على نفسه وأولاده وماله من انتشار مثل هذه العمالة المخالفة بين الحواري وفي الأزقة وفي الأسواق وبين الأحياء السكنية.
مخاطر كثيرة تشكلها العمالة الزائدة عن الحد وعن حاجة الوطن لها وعشرات الطائرات تنقل لنا يوميًا أعدادًا كبيرة منهم ولا أدري لماذا؟ ولم كل ذلك ونحن نراهم في مدننا وقرانا مسرحين بلا عمل.
إذن ما النتيجة التي سنصل إليها من وراء هذا التهاون في مثل هذه التجاوزات؟ وأين الخُطط التي تُنظِّم هذه الأعداد الكبيرة من العمالة الوافدة وأين سنصل بمثل هذا الاستهتار في عدم التزام عدد ليس بالقليل من العمالة الوافدة بالقوانين والأنظمة وأين الضوابط التي جاءت من أجلها هذه العمالة إلى بلادنا من أجل العمل؟
إنني اليوم أقرعُ جرس الإنذار حول هذه الظاهرة التي باتت مُقلقة، وتشكل هاجسًا اجتماعيًا، إذ إنَّ الكثير منهم أصبحوا يمتهنون كل طرق الغش والخداع وبعضهم وصل إلى حد الإجرام، هذا غير الأعباء الأخرى مثل منافسة المواطنين في لقمة عيشهم وفي تجارتهم وأبسط مثال منافسة أصحاب سيارات الأجرة والنقل في أرزاقهم.
إن الخطورة الأمنية لهذه العمالة الوافدة الهاربة تزيد من مسؤولية الأجهزة الأمنية في عملها؛ ما يستدعي إيجاد تنسيق بين جميع الجهات للقضاء على هذه الظاهرة الخطيرة على مجتمعاتنا.
إننا نراهم اليوم يعملون في معظم الأعمال الخاصة بهم والتي تشكل خطرا على صحة الإنسان كصناعة المخبوزات وتربية الدواجن والزراعة، بشتى أنواعها، وتم الكشف عن ممارسات خطيرة في جانب صحة أبناء المجتمع من خلال ما يستخدمونه من مواد تدخل في ضررها على صحة وحياة الإنسان.
المخاطر كثيرة من تزايد هذه العمالة، ولذا يجب تكاتف جميع جهات الاختصاص في تنظيم سوق العمل بما يتناسب ومتطلباته من العمالة الوافدة المنظمة وإبعاد المخالفين من العمال خارج الوطن من خلال القيام بحملات تفتيشية منظمة وعاجلة، فتحديات الوطن وأولوياته عديدة، ومن أهمها خدمة المواطن وتوفير العيش الكريم له وإبعاد جميع ما يشعر به من قلق وخوف من ظواهر تشكل هاجسا في نفسه ونحو مجتمعه.
حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها وأدام عليهم نعمة الأمن والأمان والاستقرار والرخاء وأبعد عنهم كل الشرور.
** عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية