نقطة.. ومن أول السطر!

 

أحمد العمري

سبق وأن كتبت في موضوع هذا المقال من قبل بعنوان آخر ومن زاوية أخرى، لكنني رأيت كما يرى الجميع أن أصحاب قنوات التواصل الاجتماعي بكل أصنافه وأنواعه يزدادون يومًا بعد يوم ويكثرون ويتكاثرون، وخاصة في خريف ظفار 2023، وفي جميع المهرجانات التي تقيمها مختلف المحافظات وعلى مدار العام.

طبعًا منهم من هو تواق للشهرة، ومنهم من هو ساعٍ للمال، ومنهم من يدعي الحضور الشخصي والرغبة في الإبهار والانبهار. ومع دعوتي للجادين منهم والصادقين والواقعيين والمنطقيين بالتوفيق، أقول للآخرين "رويدًا رويدًا، ما هكذا تورد الإبل وعلى هونكم". إنكم عندما تدّعون أنكم ناشطون اجتماعيون فلهذه المهمة خواصها وقيودها والتزاماتها، وأهمها أن تصدِّر للمجتمع ما يُفيده وأن تبتعد كل البعد عمّا يسيئ إليه.

أما أن تدّعي أنك المصلح الاجتماعي والمرشد الصادق ولا أحد غيرك، فهذا ما لم ينزل به الله من سلطان! أو أنك تنتقد الجهة الحكومية أو الأهلية أو حتى الأفراد؛ فهذا ليس من حقك ولا من صلاحياتك، ولا ننسى أن هذه الأمور يُعاقِب عليها القانون، ولا أحد يملك الوصاية على المجتمع سوى الدولة والقانون.

لنعُد إلى رشدنا ونعي ماذا نقول ونراجع المحتوى الذي نبثه للمجتمع من جميع جوانبه قبل النشر، وعليه أرجو أن تكون هذه دعوة لكم أيها الإخوة جميعًا للتفكير وطرح ما هو مناسب للمجتمع وما يخدم البلاد والعباد، ونعتبر أن ما مضى أصبح من الماضي وانتهى، وأن لا نعود إليه أبدًا، وأن نضع نقطة آخر السطر، وأن نبدأ من أول السطر الجديد؛ بما يخدم بلادنا وسلطاننا- أعزه الله- ويفيد المجتمع ويطوره وينميه، وكفى مُغالطات وغلو وتعقيد.

وأقول غلوًا؛ لأن هناك من يثير النعرات الطائفية في المجتمع العماني المسالم.. وأقول تعقيدًا لأن هناك من يعقِّدك حتى في الدواء والعلاجات، وأضحى المجتمع لا يعرف من يصدق ومن يكذِّب، وحتى في الجانب العقائدي والديني؛ للأسف هناك من يحلِّل ويحرِّم على هواه ومزاجه ورغبته ونفسيته.

أعتقد؛ بل أجزم، أن الوقت قد حان للتدخل من جانب الحكومة وخاصة وزارة الإعلام وتحديدًا مكتب التواصل الإعلامي، لوضع الضوابط والإجراءات والأطر والأسس والمعايير في هذا الجانب؛ حيث إنه وبعد أن حددت كل وزارة وكل وحدة متحدثًا رسميًا لها، لم يبقْ هناك مجال للتأويل والتحليل ولا حتى التخمين أو الاجتهاد من قبل هؤلاء.

فرفقًا بنا أيها الأحبة ولنتلاحم ونتعاضد ونتكاتف في حُب عُمان وسلطانها وشعبها.

حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها.

تعليق عبر الفيس بوك