انقذوا سكان خميلة!

 

سارة البريكية

sara_albreiki@hotmail.com

 

قُدِّرَ لبعض البشر أن لا ينام هانئاً ولا ملء عينه، جراء ما يدور خلفه من أصوات مُزعجة وأتربة متطايرة وأمراض وأسقام، وقس على ذلك الكثير، كما قُدِّرَ للبعض الآخر أن ينام مرتاحًا ودون أي إزعاج ينغّص حياته، فمن يده في الماء يختلف تمامًا عمّن يده في النار؛ فهناك فارق شاسع ورحلة طويلة بين الاثنين، ولا توجد هناك نقاط مشتركة إلّا الرغبة الملحة في النوم العميق بدون أي إزعاج.

أبسط حق من حقوق الفرد أن يعيش بأمان في بيته ومسكنه وفي محيطه وقريته أو الحي الذي يسكن فيه كيف لا وهو يعيش في أرض السلام وقبلة الأماجد ومنارة العلم والتقوى وسلطنة الحب.

كيف لمنظر الأتربة المتطايرة وهي تدخل إلى البيوت الحزينة أن تخربها وتفعل ما تفعله بها من أمراض في التنفس والتلوث والمشاكل الصحية من جراء هذا التلوث وعدم العيش براحة وصوت إزعاج الحفارات أو الكسارات أو الآلات التي تستخدم في ذلك المحجر التي لا يبعد عن المنطقة السكنية سوى بضعة أمتار! فهل يعقل ذلك؟ وأين الجهات الرسمية المسؤولة عن ذلك؟ الأمر الذي يندى له الجبين، فهناك الأطفال وكبار السن والحوامل من هم أشد عرضة لذلك التلوث الذي يحيط بهم، وهل يعقل أن كل هذه السنوات لم يتم فعل شيء بخصوص ذلك المحجر الذي قام بتمديد أرض البناء متناسيًا كافة القوانين ومجاهرًا بفعلته ولا أحد يتكلم في هذا الشأن. هناك عائلات وأسر تعيش مأساة يومية وتعاني بصمت ولكن يجب على الجهات المعنية التحرك في هذا الشأن.

المادة رقم (9) في قانون الثروة المعدنية بموجب المرسوم السلطاني رقم 1281 الصادر في 17/2/2019، تقول: "يجب على الهيئة التنسيق مع الجهات المختصة بشأن المواقع التي من المحتمل وجود الخامات فيها، وعلى الأخص في المناطق الحدودية التي تبعد عن خط الحدود بمسافة تقل عن (6) كيلو مترات، أو التي تقع بالقرب من المواقع العسكرية أو الأمنية أو الحكومية أو الأثرية أو المحميات الطبيعية، وكذلك المواقع التي يوجد بها السدود أو الخزانات أو الأفلاج أو خطوط أنابيب البترول والغاز أو شبكات الكهرباء والاتصالات أو المناطق السكنية. وفي جميع الأحوال تراعي الهيئة متطلبات المحافظة على البيئة والسلامة والصحة العامة".

هناك مخالفة كبيرة كيف مرت على المسؤولين وعلى الجهات المختصة والتي تزيد عن 6 جهات كيف للجميع أن يتفق أن يقام هذا المحجر وهناك منطقة سكنية لا تبعد إلا بعض الأمتار عنه ولماذا لم يهتم للأرواح البشرية التي تسكن في منطقة خميلة والتي تعاني يومياً ولا تعيش بسلام.

من هنا أوجه نداء عاجلاً لمن يهمه الأمر بالإسراع للتدخل العاجل والسريع لحل هذه الأزمة التي يعيشها سكان منطقة خميلة في ولاية بهلا بمحافظة الداخلية، والالتفات لمطالبهم وإيجاد الحلول اللازمة، والنظر بأمر تمديد مساحة البناء في أرض المحجر، ومن هو المسؤول والذي لم يهتم لأرواح المواطنين والذي جازف بحياتهم من أجل التوقيع على ذلك التمديد الذي حدث والذي أتعب وأرهق السكان، فلا ليلهم ليل، ولا نهارهم نهار، قس على ذلك التلوث الكبير الذي يحدث في الأودية من جراء مخلفات المحجر وأتساءل هل استخراج الرخام أهم من حياة البشر؟!

إن كثرة التجاوزات والمخالفات من أصحاب شركات الكسارات وكثرة الشكاوى المقدمة من المواطنين ضدهم، بسبب ما يلحق بهم من أضرار مادية ومعنوية، تطرح جميعها سؤالاً: هل هناك خلل إداري واضح وجب التدخل لحله والإسراع في ذلك؟

وأخيرًا.. أرواح الناس لا تُعوَّض بثمن!