مشاريع لم تكتمل

 

فوزي عمار

 

ليس من الحكمة أن تبدأ مشروعًا لا تضمن له النجاح والاكتمال، لكننا في أحيان كثيرة نحن أفضل من يبدأ المشروعات ولا يكملها؛ سواء كانت مشاريع سياسية أم مشاريع خدمات ومرافق.

يقول الله تعالى في محكم كتابه " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا" (المائدة: 3)، وهو اكتمال مشروع الإسلام كدين مرَّ بمراحل عدة، لكن ضَمِنَ له الخالق أن يتم.

أما البشر وفي الأمثال الشعبية نقول "وما فارس إلا فارس عقاب النهار"، وقالت العرب قديمًا: "الأمور بعواقبها"؛ لذلك السياسات دائمًا مرهونة بالنتائج وليس النوايا فقط والبدايات دون اكتمال المشروع.

يقول الإنجليز في علم الإدارة: "Do It right the first time"، بمعنى اهتم بجودة الحل منذ البداية. ويقول الإيطاليون: إن "روما لم تبنى في يوم واحد"، بمعنى أن تكريس الجهد والاستمرار والصبر والجلد مهم جدًا لحصد النتائج.

اكتمال المشروع مرهون بعدة عناصر منها التخطيط والإدارة والخبرة، ومن أسباب عدم اكتمال المشاريع: عدم توفر المال اللازم والوقت والخبرات، لكن في أغلب الأحيان يكون التخطيط الخطأ أو عدم التخطيط أصلًا وسوء الإدارة أكثر الأسباب التي تقود المشروع نحو الفشل وعدم الاكتمال.

والأفضل أن لا تبدأ في مشروع لا تضمن له أن يكتمل، وهي معادلة صعبة وموازنة دقيقة بين المبادرة وعدم المبادرة، تلعب الخبرة فيها دورًا مهمًا جدًا، إلى جانب الاستشارة والتجربة والتحقق.

يقول المثل الليبي: "القياس ديمة والقص مرة".