راشد بن حميد الراشدي **
روسيا دولة حكيمة لها صولاتها وجولاتها حاليًا حول العالم؛ فهي يومًا بعد يوم تسعى لتعزيز مُقدرات الشعوب ومقاومة نهج حياة رزحت تحت وطأتها دول عدة، فعادت ترفع رايات جديدة نحو عالم مختلف بعد أن لعب العم سام واتباعه لسنوات دور شرطي وحارس العالم والمؤتمن عليه في إدارة شؤونه من نهب ثرواته وخيراته وإشاعة الحروب والخوف والقتل والدمار من أجل مآربهم الخبيثة.
يتلاشى اليوم دور العم سام ومن معه رويدًا رويدًا بسبب أفعالهم المجنونة ومكائدهم الآثمة في حق البشرية من تدمير واستعباد الشعوب بشتى صنوف المكر والخداع وإشاعة الفوضى والحروب إلى القتل والتدمير والخراب ومع ما وصل إليه العم سام وشركاؤه اليوم من انحطاط أخلاقي وإنساني يتم فرضه على العالم بقوى ناعمة خفية.
يخرج اليوم من بين ثنايا هذا الكون من يردعه ويبرز قوته ويعري حقيقة العم سام وكُل مُثله العليا التي كان يتغنى بها فكانت هنا الصدمة في كشف الحقائق وتزييفها ولنا نصيب وافر جدا من هذه المكائد التي مارسها العم سام وشركاؤه على أوطاننا سنين وسنين، فعمَّ الخراب دولنا العربية كما عم العالم؛ حيث غرر الظالم بمختلف الدول وذلك بتزييف الحقائق حول مختلف مشكلات الشعوب وعاث خراباً وفسادا في الأرض حتى بلغ السيل الزبى بمكائده المخادعة واستغلال الثروات المنهوبة، ليعيش اليوم ولله الحمد دور المتحضر لكل تلك الحضارة التي كان ينادي بها ولا يتقن أدنى أخلاقها ومبادئها السامية في حق العيش الكريم لتلك الشعوب المسالمة الضعيفة فسادت فوضى الأخلاق والرذيلة مجتمعاته حتى غدا واجما مما حل به وسيحل بإذن الله.
أفول حضارة وظهور حضاره هذا ديدن الكون الذي خلقه رب عليم بكل شيء فيه، فها هي موسكو تلعب اليوم دور الحارس والشرطي الجديد الذي كشف لنا الكثير من المستور تحت غطاء حقوق الإنسان وحقوق الحيوان والحياة الكريمة والتي لم تكن إلا وهماً وحلماً جميلاً للشعوب المغلوب على أمرها بقوة السلاح والمال والنفوذ.
روسيا اليوم تحمل لنا الأمل القادم نحو حياة أفضل لشعوب الأرض بشرط أن نتعلم دروس الماضي ولا نصدق كل ما يقال ويفرض علينا من إملاءات هدفها الأول مصالحهم.
اليوم نقول إن العالم أشرق فيه نور جديد سيحمل الخير للجميع إذا لعبت موسكو دور شرطي العالم المخلص بأفعال مختلفة عن سابقتها وجندت علومها وقوتها في خدمة البشرية ولا ضير أن تأخذ بعض أتعاب ذلك من خلال التعاون مع الحكومات وليس فرضاً وقسراً وجبروتاً كما تفعل سابقتها إلى اليوم.
إذن من حق الشعوب المُضطهدة أن ترى النور وتعيش حياة كريمة يتحقق فيها السلام لبلدانها بعد معاناة قرون مضت من الاستعباد ونهب ثرواتها، ومن حقنا أن نقول لموسكو شكرا على دورك الجديد في خدمة الإنسانية وأن تكون بلداننا بإذن الله بلدان سلام ووئام وأمان وان يتحقق الخير كله في أبناء العروبة والمسلمين أجمعين.
حفظ الله بلادنا وسائر بلاد المسلمين وجعلها واحة للأمن والأمان وجنبنا اللهم شرور الخبثاء وأعد كيدهم في نحورهم إنك على كل شيء قدير.
** عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية