غضب إسرائيل من كاريكاتير "الإندبندنت"

 

حمد الناصري

أثار كاريكاتير منشور في صحيفة الإندبندنت البريطانية جدلا واسعاً وإدانة يهودية في بريطانيا، على خلفية نشرها رسما كاريكاتيريا يُشبِّه هجوم الجيش الإسرائيلي على قرية جنين بفلسطين بالغزو الروسي لأوكرانيا.

وقد تعرض الرسام ديف براون لانتقادات في صحيفة "جيروزاليم" الإسرائيلية، حين رسم رئيس وزراء إسرائيل أرييل شارون في شكل وحش مُشوَّه يلتهم الأطفال الفلسطينيين.

ويصوِّر الرسام الكبير ديف براون إدانته للوحشية الإسرائيلية، رجلا فلسطينيا مُلقى على الأرض ووجهه لأسفل محاطًا بالركام وتحلق فوقه طائرات مُقاتلة، كما تظهر بوضوح لافتة بها ثقوب من أثر اختراق الرصاص، وقد كُتب عليها "جنين"، لكن الرجل المُلقى على الأرض استخدم الدم لتحويل الكلمة إلى "أوكرانيا".

وكان مما أثر حنق وغضب الإسرائيليين تلك العبارة الجميلة الاستفهامية، تركها رسام الكاريكاتير: "هل تراني الآن؟"، هذه الجملة تجملت في فضح التوحش الاسرائيلي، وأظهرت بإيحاءاتها محنة الفلسطينيين، وعبّرت بتركيز يُلخص مُقارنتها بأوكرانيا.

وقالتْ الصحيفة الإسرائيلية "جيروزاليم"، إنَّ الرسمة الكاريكاتيرية أثارت غضب المجتمع اليهودي البريطاني وفي صحيفة "جيويش كرونيكل" قال المتحدث باسمها: إن هذه "محاولة واضحة لإنكار حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها من خلال إلقاء معادلة زائفة بين الأوكرانيين والإرهابيين الفلسطينيين المسلحين".

إنَّ مثل هذا الجدل الذي أثار حفيظة اليهود في بريطانيا، وأثار غضب اليهود في إسرائيل الذين يقتلون كل يوم أطفالا وعجائز عُزّل وكافة الفلسطينيين بالسلاح، في جنين أو في أي مدينة فلسطينية لهو أقرب إلى مُقارنة التدخلات الغربية في الشرق الأوسط وإبادة شُعوبها وجعلها في ذلة وقهر وموت وجوع، وسفك دماء العرب والمسلمين شرقا وغرباً. بل هي الأكثر وحشية من رسمة أرييل شارون الكاريكاتيرية الملوثة بدماء الفلسطينيين.

وقال غاري موند رئيس الجمعية اليهودية الوطنية (NJA): إنَّ قيام صحيفة "إندبندنت" بنشر مثل هذه الرسوم الكاريكاتورية التي يبدو أنها تُعادل بين الإرهابيين الفلسطينيين والأوكرانيين يُعد إهانة لأوكرانيا وشعبها.

خلاصة القول.. إنَّ الرسائل والرسمات الكاريكاتيرية في صحف كثيرة منها الإندبندنت ما هي إلا إشارة للأخطاء المرتكبة ضد الفلسطينيين وضد العرب، وعن تغطيات وزيف الإعلام الغربي الكاذب.

إنَّ العدائية المُتكررة للعرب والمسلمين إنما هي رسالة للغرب جميعاً ينقلونها عبر ردودهم ومقابلاتهم وحملاتهم المسعورة ضدنا، وتُعدُّ شكلًا من أشكال العنف والترهيب، وأن الدولة اليهودية تريد تدمير الإسلام إن استطاعوا إلى ذلك سبيلاً؛ ولن يستطيعوا ما دام هناك نفس واحدٍ لعربي مسلم وغير عربي مسلم على الأرض.

تعليق عبر الفيس بوك