عائض الأحمد
جميل جدًّا أن تكون ابنَ يومك ولحظتك، والأجمل أن تتواصل مع من حولك ولكن..
عن أي تواصل نتحدث؟!! إن كانت هذه لغة عصرنا فشمس التواصل الحقيقي إلى مغيب.
الأسرة تنادي بعضها عبر "التطبيقات المختلفة"، والجميع في منزل واحد لا يفصلهم جدار. لم يعد هناك احترام لمجلس علم أو دور عبادة أو إنصات لكبير، والأدهى من ذلك المحيط قبل الخليج يعلم ماذا سنأكل اليوم عبر المباشر فى نقل شبه فضائي يرسم حدودَ مقعدي ويعد عليَّ أنفاسي.
لا يظن أحدكم أننا نقول يجب أن نكون مجتمعًا ملائكيًّا يستطيع كبح جماح هذا التطور المذهل، ولكن المفيد منه لنا وما سواه لغيرنا الجميع له الحق أن يعيش كما يرى ولنا عليه حق أن يحترم ما قد نرى.
وبلغه الحاضر، لماذا نسيء استخدام القادم الجديد؟ لم يعد للأشياء متعة، قتلتها هذه الثورة الإلكترونية، في السابق كنا نشتاق لمجالس الأهل والأصدقاء، وتحدد مواعيد خاصه لذلك لتبادل الأحاديث والاستمتاع بكل التفاصيل من حولنا.
المضحك المبكي أن من نعتقد بشهرتهم أصبحوا مرجعًا للبعض ومصدرًا للمعلومة، كيف؟ ولماذا؟ ومن أين؟ لم أجد إجابة غير استسهال نشر الشائعات واعتداء الكثير على خصوصيات الناس بشتى الطرق بحثا عن مشاهده أيًّا كانت نتيجتها.
مع التاكيد على أنَّ أغلب الحكومات أصدرت تشريعاتها لهذا الكم الفضائي المترامي، وهذه "الصواعق"المتجددة يوميا، لعلها تحكم قبضتها على المتجاوزين، تحسُّبا لفوضي عارمة لم تعد الأخلاق تحكمها بأي شكل.
يظلُّ الإنسان خصيمَ نفسه والمتحكم فى مملكته الخاصة، وفى حدها الأدنى، فمن منا يستطيع أن يتحلَّى بالشجاعة، ويجعل لكل هذه الوسائل مكانها الخاص وأوقاتها المحددة ويأمر أهل منزله بذلك، لنتواصل تواصلا حقيقيا غير مصطنع يخلو من جمال الصورة إلى جمال الروح.
وختاما.. إن غابت الحكمة، فاعلم أنك من يصنع قدرك.
---------------------------
شيء من ذاته:
بدأتُ وحيدا وها أنا أعود.. بأثر الزمن ليس أكثر.