الزهرة البيضاء في سوق العمل

 

لينا الموسوي **

إنَّ العمل في الدين عبادة حيث إنَّ الله تعالى أوصى به وحثَّ عليه سواء كان عمل الرجل أو المرأة، ومع مرور الزمن وتطور الأجيال وظروف الحياة، ظهر دور المرأة الفعَّال في العمل خارج المنزل أيضا لتكون مساندة للرجل في حياته لتحقق معنى كلمة شريكة الحياة.

ومن هنا أحببت أن أتكلم عن مدى أهمية عمل المرأة وتأثيره الإيجابي على الأسرة،إذا كان متوازنا مع حياة الأسرة؛ حيث إنه في السنوات الأخير ازداد عدد الفتيات المتعلمات خاصة مع الإمكانات الحديثة المتاحة لهن في الفترات الأخيرة ليصبح التعليم أقوى سلاح تحمله المرأة لتربي الأجيال وتبني إيجابا محيطها لأنَّ دورها كما هو معلوم مهم جدا في أي مجتمع عربيا كان أم أجنبيا.

العمل بالنسبة إلى المرأة ليس فقط هو الحصول على دخل للمعيشة أو الاستقلال من سيطرة الجنس الآخر كما يخطر في بال البعض، ولكن أبعاده في الحقيقة أعمق وأكبر من ذلك بكثير.

العمل بالنسبة إلى المرأة يساعد على تنظيم حياة الأسرة وأوقاتها. إضافة إلى شعور السيدة العاملة بالثقة والعطاء والامتلاء الذهني الذي بدوره ينعكس على تربية الأولاد والحياة الزوجية. بشرط أن يكون هناك نوع من التوازن. إن الله تعالى أعطى المرأة القوة والإرادة لتكون فعالة في كل الجوانب.

إذا تمعنا في الجانب المضيء نجد أن ليس من الخطأ أو الضرر أن تعمل المرأة ولو كان عملا جزئيا أو بسيطاً كما تحتاج أو تحب وإن كانت أعمال التطوع التي لا تجني منها المال ولكن تجني منها الفرح والسعادة والعطاء، إضافة إلى التعلم في مختلف جوانب الحياة وفائدة المجتمع فتقضي على الفراغ الفكري والنفسي الذي قد يسبب دمار الأسرة.

أما الجانب الآخر الذي قد يكون مظلماً جزئيا في سوق العمل المفتوح، هو أنه في بعض المجتمعات على الرغم من كل التقدم الملحوظ الذي حصل، والكم الكبير من السيدات العاملات نلاحظ أنه ما زالت المرأة محجمة أو مقيدة في بعض الأعمال من الناحية الاجتماعية على رغم إعطائها دورها الصحيح على مستوى أنظمة الدول ولكن بمستويات متفاوتة.

وهذا قد نلمسه أحيانًا في الأعمال الحرة أكثر من الأعمال الوظيفية؛ لذلك حسب تجربتي الخاصة كمهندسة معمارية يجب عليها التحلي ببعض الصفات الجادة والمميزة والثقة والالتزام والإرادة القوية والاستعانة بالخبرات المحيطة بها والتي تساعدها على تحقيق الموازنة التي تمكنها من التنافس والنجاح في سوق العمل خاصة المفتوح والمتنوع الجنسيات والمستويات العلمية والثقافية، قد يكون صعباً ولكنه ليس بمستحيل.

وهذا بالطبع يختلف بين العوالم الغربية والعربية بسبب اختلاف العادات والتقاليد الاجتماعية؛ لذلك فإن دعم أصحاب المهن الحرة في سوق العمل على مختلف مستوياتهم المادية والاجتماعية والعلمية إلى المرأة العاملة والتي أشبهها بالوردة البيضاء فعليا وليس ظاهريا والاقتناع بأن هذه السيدة الوردة هي عنصر بناء في المجتمع مساند وفعَّال وليست منافساً كما يعتبرها البعض. و هي بدورها عليها الاقتناع بأن العمل الجاد النافع ليس من الضرورة أن يكون خارج نطاق الأسرة إن كانت ظروف الأسرة لا تسمح بذلك ولكن أي عمل فيه تطور للذات والفكر تنعكس منافعه على نجاحها ونفسها وأسرتها وبالتالي المجتمع.

هنا بدوري أحب أن أشكر كل من ساهم في دعم كل الزهور الجميلة في سوق العمل لرفعة مستوى المجتمع ورقيه.

** مهندسة معمارية

تعليق عبر الفيس بوك