التعدين في ولاية ينقل.. آمال ومطالب

 

سالم بن نجيم البادي

 

استبشر النَّاس في ولاية ينقل خيرًا بعد الإعلان عن وجود الذهب والنحاس في ولايتهم والأمل يحدوهم في أن تستفيد الولاية من هذه الاكتشافات الواعدة وأن تُساهم في ازدهار الولاية وفي إيجاد فرص عمل لأبناء الولاية، وفي وجود مشاريع للتنمية المستدامة فيها ويأملون ألا يتكرر ما حدث في المرة الماضية حين تم استخراج الذهب من أراضيها دون أن تستفيد الولاية من هذه الاكتشافات، ولم توظف الشركة سوى عدد قليل جدًا من أهل الولاية.

واستمر العمل في المنطقة التي تم استخراج الذهب منها سنوات طويلة مع مُعاناة الناس، كما يقولون، من التلوث والضجيج ونفوق بعض حيواناتهم عند الشرب من المياه الملوثة وتصدع بعض المنازل وبعض المخلفات لم تعالج والحفرة الكبيرة لم يتم ردمها حتى الآن ولم تساهم الشركة التي استخرجت الذهب في وجود مشاريع تنموية في الولاية مع الحاجة الماسة لهذه المشاريع في ذلك الوقت، ويخشون هذه المرة أن تتكرر ذات المشاكل التي تعرضوا لها في الماضي مع بدء العمل في استخراج النحاس في الوقت الحاضر، وأن يتسبب التلوث والضجيج والغبار في انتشار بعض الأمراض مثل السرطان والربو وغير ذلك من الأمراض وأن يتسرب التلوث إلى المياه الجوفية.

ويتداول بينهم أنه سوف يتم تغيير مجرى أحد الأودية وتدمير أحد الأفلاج كذلك وإزالة مجموعة من أشجار النخيل والمنازل، والعمل المستمر قريبًا من مساكن الأهالي في المنطقة التي توجد بها مناجم النحاس وما يتبع ذلك من إزعاج للأهالي.

وإن كان لهذه المخاوف ما يبررها، فإنِّه يجب على أصحاب الشأن العمل على إيجاد الحلول المناسبة لها وطمأنة الناس في القرى التي سوف يتم استخراج النحاس والذهب منها وأن يتم التعامل مع النَّاس في هذه القرى بصدق وشفافية ومصارحتهم بكل الأمور المُتعلقة بسير العمل في المناجم، وأن توضح لهم المخاطر- إن وجدت- وسبل الوقاية منها، وإذا كان لا مبرر لهذه المخاوف يجب إعلام الناس بذلك، ولا يتركوا نهبًا للمخاوف والتخرصات والقلق وعدم وضوح الرؤية، وأن تنفذ طلباتهم المشروعة في التعويضات المجزية عن الأملاك التي حُولت إلى المنفعة العامة، مع توفير رعاية صحية مُناسبة لهم وحياة كريمة وآمنة بعيدًا عن المخاطر التي قد يتعرضون لها والأهالي يعتقدون أنه لا يعقل أن تستخرج كل هذه الخيرات من أرض الولاية دون أن يستفيد أهل الولاية منها استفادة مباشرة، وفق قاعدة الأقربون أولى بالمعروف.