ماذا قالت الصحف الإماراتية عن زيارة الشيخ محمد بن زايد إلى السلطنة؟

 

مسقط – الرؤية

تلبية لدعوة من صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- يقوم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية الشقيقة، غداً الثلاثاء، بزيارة دولة إلى سلطنة عمان، وتستمر لمدة يومين.

وتداولت الصحف والمواقع الإخبارية الإمارتية الخبر بشكل موسع، فكتبت صحيفة "البيان" أن الزيارة تأتي انطلاقاً من العلاقات الأخوية التاريخية الراسخة التي تربط البلدين، وتعزيزاً لأواصر المحبة ووشائج القربى التي تجمع الشعبين الشقيقين.

وأضافت أن القائدين سيبحثان خلال الزيارة تعزيز التعاون والتنسيق المشترك في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والثقافية والتنموية، ودفعها إلى الأمام بما يلبي تطلعات البلدين ويحقق أهدافهما إلى التنمية المستدامة، ويناقش الجانبان مجمل التطورات الخليجية والعربية والقضايا محل الاهتمام المشترك، وجهود البلدين في إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة.

وأشارت الصحيفة أن العلاقات بين عمان والإمارات تتميز بخصوصية فريدة نسجتها صلة الأرحام والقربى والمصاهرة، والموروث الثقافي، جعلتها راسخة على مر العقود، وشهدت نمواً سريعاً في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وجلالة السلطان هيثم بن طارق، حتى وصلت إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في المجالات كافة، وتجمع البلدين الشقيقين، علاقات اجتماعية وثقافية تمتد جذورها إلى عمق التاريخ، وقد مرت خلال العقود الماضية بكثير من المحطات البارزة التي أسهمت بصورة مباشرة في ترسيخها والمضي بها قدماً.

وأضافت أن تعميق العلاقات مع السلطنة أولوية رئيسية لدى قيادة الإمارات، وهو ما جسدته تصريحات صاحب السمو رئيس الدولة في وقت سابق حول خصوصية العلاقات الإماراتية العمانية وعمقها التاريخي، حيث قال سموه: "الإمارات وعمان أخوة متجذرة وعلاقات ممتدة لا تزيدها الأيام إلا رسوخاً وقوة ومحبة".

وقالت إن العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات وشقيقتها سلطنة عمان وعلى امتداد أكثر من أربعة عقود تعتبر نموذجاً يحتذى لما ينبغي أن تكون عليه العلاقات بين الأشقاء، سواء على الصعيد الثنائي أو في إطار مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

من جانبها كتبت صحيفة "الإمارات اليوم" أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" جسد خصوصية العلاقات الإماراتية العمانية وعمقها التاريخي، حيث قال: "عمان منا ونحن منهم، أخوتنا وأشقاؤنا وعضدنا".

وأوضحت أن العلاقات بين البلدين الشقيقين تمتد بجذورها إلى عمق التاريخ، وقد مرت خلال العقود الماضية بالعديد من المحطات البارزة التي أسهمت بصورة مباشرة في ترسيخها والمضي بها قدماً، وكان المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، والسلطان قابوس بن سعيد "رحمه الله" قد عقدا لقاءً تاريخياً في العام 1968.

وتواصل زخم هذه العلاقات بعد قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 1971 حيث تم التوقيع على العديد من الاتفاقيات الثقافية والتربوية بينهما، معززة بتبادل الزيارات في مختلف المجالات الثقافية والتربوية بغرض الاستفادة من الخبرات، وتطوير مجالات التعاون.

وفي السياق ذاته فقد شكلت الزيارة التاريخية للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" إلى سلطنة عمان في عام 1991 منعطفاً مهماً في مسيرة التعاون بين البلدين، والتي تم على أثرها تشكيل لجنة عليا مشتركة بين البلدين كان من أبرز إنجازاتها اتخاذ قرار بتنقل المواطنين بين البلدين باستخدام البطاقة الشخصية "الهوية" بدلاً من جوازات السفر، وتشكيل لجنة اقتصادية عليا أجرت العديد من الدراسات لإقامة مجموعة من المشاريع المشتركة.

وأشارت "الإمارات اليوم" إلى أن الإمارات من أهم الشركاء التجاريين لسلطنة عمان، فقد بلغ حجم التبادل التجاري غير النفطي بين دولة الإمارات وسلطنة عُمان خلال العام الماضي 46 مليار درهم بنمو 9% مقارنة بعام 2020، وبلغ متوسط النمو في تجارة البلدين خلال آخر 5 سنوات نحو 10%، حسب إحصائيات تم استعراضها خلال الدورة الثانية من الملتقى الاقتصادي الإماراتي - العماني التي عقدت في فبراير الماضي في دبي.

ويعمل البلدان على تعزيز الأنشطة التجارية والاستثمارية بينهما وتنمية الشراكة في العديد من القطاعات الاقتصادية الحيوية بما فيها قطاع الطاقة، والطاقة المتجددة وحلول المياه والخدمات المالية والدعم اللوجستي والإنشاءات والعقارات وريادة الأعمال.

 

ويتقاسم البلدان موروثا ثقافيا مشتركا من فنون وآداب شكلت هوية ثقافية متجانسة لشعبيهما ولجميع شعوب منطقة الخليج العربي، فيما تنعكس العادات والتقاليد المشتركة بين الشعبين على الكثير من المفردات في الشعر والنثر والقصة والموروث الشفهي والأمثال والمرويات الشعبية.

وتزداد الروابط الثقافية والاجتماعية بين الإمارات وسلطنة عُمان تداخلا وعمقا بدرجات كبيرة، تصل إلى مستوى العلاقات الأسرية والعائلية وتقاسم العادات والأزياء والفنون، نتيجة للتاريخ المشترك والتلامس الجغرافي.

وانطلاقاً من العلاقات الأخوية بين البلدين والرغبة في تطوير التعاون بينهما، تم إنشاء اللجنة العليا المشتركة بين الإمارات وسلطنة عمان في مايو 1991، كما وقع البلدان أكثر من 20 اتفاقية ومذكرة تفاهم في مجالات: الخدمات الجوية، واتفاقية النقل البري الدولي للركاب والبضائع، والاتفاقية الثنائية للربط الكهربائي.

وكتبت "البيان" أن إجمالي التجارة غير النفطية بين دولة الإمارات وسلطنة عمان خلال الفترة من 2012 - 2021 بلغ أكثر من 362 مليار درهم، مسجلاً معدل نمو بنسبة 98.9% ليصل إلى 46.5 مليار درهم بنهاية 2021، مقابل 23.4 مليار درهم في نهاية عام 2012، بحسب بيانات المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء.

وأضافت أن البيانات أزهرت أن الصادرات غير النفطية استحوذت على نسبة 33% من إجمالي التجارة غير النفطية خلال السنوات العشر الماضية مسجلة ما قيمته 120 مليار درهم، فيما بلغت حصة إعادة التصدير 45.5% وبقيمة 165 مليار درهم، فيما حازت الواردات على نسبة 21.5 % من إجمالي التجارة غير النفطية بين البلدين خلال الفترة نفسها مسجلة ما يقارب 77 مليار درهم.

وبينت أن حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال النصف الأول من العام الجاري بلغ 24.2 مليار درهم، توزعت بين 8.8 مليار درهم قيمة إعادة التصدير، و9.9 مليار درهم قيمة الصادرات غير النفطية، و5.4 مليار درهم قيمة الواردات.

وبحسب بيانات تقرير حجم التجارة الخارجية بين البلدين، سجل العام 2013 ارتفاعاً في التبادل التجاري غير النفطي بنسبة 23 % ليصل إلى 28.8 مليار درهم، مقارنة بحجم التجارة في 2012.

 

وسجل العام 2019 أعلى معدل تبادل تجاري بين الإمارات وسلطنة عمان خلال العقد الماضي بقيمة 48 مليار درهم، فيما سجل العام 2021 نمواً بلغ 10% ليصل إلى 46.5 مليار درهم، مقابل 42.3 مليار درهم بنهاية عام 2020.

وأظهر التقرير أن زيوت نفط وزيوت معدنية /غير خام/ تصدرت قائمة أهم 5 سلع تم استيرادها من سلطنة عمان العام الماضي وبقيمة 1.49 مليار درهم، وتلتها خامات حديد ومركزاتها بقيمة 1.45 مليار درهم، وقضبان حديد او صلب بقيمة 1.36 مليار درهم، ومنتجات نصف جاهزة من حديد أو من صلب بقيمة 830 مليون درهم، وأسلاك وكابلات معزولة بقيمة 370 مليون درهم.

وتصدر ذهب خام أو نصف مشغول أو بشكل مسحوق قائمة أهم 5 سلع تم تصديرها إلى سلطنة عمان بقيمة 2.41 مليار درهم، وأسلاك من نحاس بقيمة 1.31 مليار درهم، وزيوت نفط وزيوت معدنية /غير خام/ بقيمة 916 مليون درهم، وسجائر بقيمة 889 مليون درهم، ومنتجات حديدية بقيمة 765 مليون درهم.

وفي قائمة أهم 5 سلع تم إعادة تصديرها إلى سلطنة عمان خلال عام 2021، جاءت السيارات في المركز الأول بقيمة 3.47 مليار درهم، وأجهزة هواتف بقيمة 1.84 مليار درهم، وأجزاء ولوازم للسيارات بقيمة 631 مليون درهم، وآلات لمعالجة البيانات بقيمة 625 مليون درهم، وصابون ومستحضرات غسيل بقيمة 584 مليون درهم.

 

تعليق عبر الفيس بوك