سارة البريكية
Sara_albreiki@hotmail.com
من المؤسف والمؤلم معًا ما نشاهده ونسمعه ويمرُّ علينا من أخبار حزينة ودامية، ومشاهد متكررة منذ سنين طويلة، ولم نصل حتى الآن لحلٍّ لها.. سمعنا ووصلتنا أخبار محزنة، وهي وفاة شابين بسبب الجمال السائبة، خسارة الأرواح تتزايد باستمرار في مختلف ولايات السلطنة، ووجب التوصل لحل سريع وجذري تجاه هذا الوضع المزري والمؤلم والشنيع بحق البشرية.
إنَّ الجهات المختصة بهذا الشأن لا تحرك ساكنًا وقد طالب الأهالي بوجود حاجز أسلاك؛ لما له من أهمية كبرى في الحد من حركة الجمال، والتقليل من الحوادث المتكررة، هذا كحل سريع يجب أن يُباشر في اتخاذه عاجلا وليس آجلا. أما الحلول الأخرى فكثيرة؛ ومنها حجز أي جمل ليس له راعٍ، وحجز أي راعٍ يترك جماله سائبة؛ فهي تُهدر الأرواح دائما.
الطالبُ الذي تُوفي كان يُشهد له أنه من الطلاب المتفوقين بالجامعة، والطالب الآخر كان في الثانوية العامة، راحا ضحية حادث تسببت فيه الجمال بخسارة فادحة لعائلة المتوفين وذويهما؛ فحالة الفقد التي يعيشونها من أصعب الحالات التي تمر على الإنسان؛ فكيف له بخسارة أولاده وأهله وذويه، ومن يحب، بسبب حادث مؤسف.. في لحظة ما يتوقف كل شيء، تتوقف الحياة فيتوقف الطموح وتنتهي الأحلام وتتبدد الأمنيات، والشخص الذي قال لك سأصل بعد قليل "انتهى"، وانتهى كل شيء بلمح البصر.
إنَّ ما نود قوله وإيصاله للجهات المختصة ولحكومة السلطنة الحبيبة، أن تتخذ الإجراءات العاجلة بشأن الجمال السائبة التي نراها في الطرقات بلا أية رقابة، متسببة في الخسائر البشرية وخسائر الممتلكات وخسائر مادية ومعنوية؛ فكم من البيوت أُغلقت؟ وكم من النساء ترمَّلت؟ وكم من الأطفال يُتِّموا بسبب الجمال السائبة، وتكرار تخطيها للشارع؟ فأنا واحدة من الناس التي تخاف رؤية الجمال في الشارع؛ كونها مخلوقا قويا يهدد الحياة وينهيها أو يُسبب الإعاقة أو الشلل حالا الاصطدام بها، وقس على ذلك الكثير.
أما عن موقف القانون العماني في عصر النهضة المباركة، وما يحثه المرسوم وفقًا لقانون الجزاء العماني الصادر بالمرسوم السلطاني رقم (7/2018)، فقد نصت المادة (294) بـ: |يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن شهر، ولا تزيد على (3) ثلاثة أشهر، وبغرامة لا تقل عن (100) مائة ريال عماني، ولا تزيد على (300) ثلاثمائة ريال عماني. إضافة لعقوبات أخرى أقرها قانون الجزاء العماني، وأيضا أقرتها الوزارة المختصة.. ويُقصد بالحيوانات السائبة ليست الجمال فحسب إنما في تطبيق أحكام هذا القرار يُقصد بالحيوانات السائبة أو المهملة: الإبل، والأحصنة، والأبقار، والماعز، والضأن، وكل دابة تركها مالكها أو القائم عليها تذهب حيث تشاء دون رقابة.
ويجبُ على كل بلدية إقامة حظائر خاصة بالحيوانات السائبة والمتابعة والاهتمام والتقصِّي عن أصحاب تلك الحيوانات، وهناك غرامات تصدر لكل من يترك حيواناته سائبة وضالة، بل نطالب بزيادة الغرامات والعقوبات لكل من تسول له نفسه أن يترك حيواناته سائبة عمدا.
وختامًا.. أوجه كلمات الرجاء لأصحاب الشأن في الوزارة المختصة بأن تنظر وتضع حلا جذريا وعاجلا وسريعا تجاه ما يحدث؛ فالوضع يُرثى له، ولا يسعني إلا أن أوجه كل كلمات التعازي والمواساة لأسر الضحايا في الحادثة الأخيرة التي حدثت في ولاية جعلان بني بوحسن، حادثة الجمال السائبة، التي حصدت روح شابين في مقتبل العمر، وجبر الله قلوب ذويهما وأهاليهما وعوضهما خيرا من ذلك، وقدر الله وما شاء فعل.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.