الأنواء المناخية

سارة البريكية

Sara_albreiki@hotmil.com

 

قدَّر الله أن تشهد عُماننا الحبيبة في الأيام الماضية هطول أمطار متفاوفة الغزارة على شمال البلاد وأعماقها؛ حيث سالت الأودية المتوقفة منذ سنين على بعض الولايات بقوة كبيرة، وقد خلفت هذه الأنواء خسائر جسيمة في الممتلكات، والحمدلله على سلامة الأرواح؛ فكل شيء معوَّض إلا حياة الإنسان إذا انتهت فهي لا تعود، والحمدلله على كل حال.

لقد ارتفع منسوب الأودية، وبلغ ما بلغ، وقد شاهدنا ذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي كافة، ورأينا حجم الضرر الذي خلفته تلك الأمطار على أراضينا، والآن وجب علينا أن نتكاتف وأن نصبح لحمة واحدة كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، هكذا هو المواطن العماني الطيب الخلوق الشهم الإنسان الذي يضحي بماله وقوته وينزل للميدان ويضحي بوقته الثمين، ويساعد أبناء بلده بكل ما أوتي من قوة وبكل الطرق الممكنة وكل الإمكانيات المتوفرة معا من أجل وطن السلام والحب.

إنَّ الرسالة التي أحب أن تصل لأصحاب الشأن المسؤولين، هي النظر للمنازل المتضررة والمنازل التي تتضرر دائما بسبب الأمطار، وأقصد هنا المنازل التي بُنِيت قديما ولا يزال سكانها يسكنون فيها وغير قادرين على شراء منزل جديد ذي موصفات تقيهم من حر الصيف وبرد الشتاء، ومن دخول الأودية في منازلهم؛ لأننا لا نزال في بلادنا نعاني من وجود أسر فقيرة متعففة يعزُّ علينا أن نرى تلك المناظر: بيوت قديمة بنيت من طين تم ترميمها قليلاً بالقدر المستطاع، وسكانها يعانون عندما يهطل المطر، بل يتمنون أن لا يهطل المطر حتى لا يفعل بهم ما يفعله دائما.

إنَّ المسؤولين الذين هم على رأس أعمالهم وجب عليهم الوقوف والنظر والاستثناء وتقديم المساعدات السكنية وعدم تأجيلها؛ فهناك من يئن وحيدا لا أحد يسمع صوت أنينه؛ فواجبنا أن نساعدهم ونقف معهم وليس بغالٍ عليهم أن نوفر لهم منازل سكنية حديثة الطراز ذات مواصفات صالحة للسكن، فهم أبناء البلد، وهم يستحقون، وأنتم لها، فقفوا واسألوا عنهم وادفعوا بالتي هي أحسن، ولا تنتظروا أن يتردد صاحب الشأن سنوات عديدة لحصوله على مساعدة مادية كانت أم سكنية.. فأنتم لها.

إنَّ ما نراه هو التأخر الشديد جدا في تصليح الشوارع التي تضررت بسبب الأعاصير والأنواء المناخية؛ إذن لا يُعقل أن يستمر العمل في شارع الباطنة خصوصا في ولاية الخابورة شهورًا، كي تعود الحياة إلى سابق عهدها، وما حدث الآن في ولايتي العوابي والرستاق أيضا من تعطل في الشوارع وتكسر واضح سيستمر تصليحه لشهور عديدة، ولكن لو كانت هناك شركة عُمانية رائدة في هكذا شأن، لكانت البلد لا تشتكي من التأخر الطويل والممل في تصليح الشوارع المتكسرة والأضرار التي خلفتها الأمطار وشدة نزول الأودية وارتفاع منسوبها.

إنَّ النعمة التي أنعم الله بها علينا لهي نعمة عظيمة، وجب علينا أن نشكر الله عليها، وأن نحمده على ما أنعم به علينا من خيرات المطر.

وفي النهاية، أودُّ أن أوجه كلمة شكر لأولئك الجنود المخلصين الذين يقفون صفا واحدا في خط مستقيم، مجازفين بأرواحهم لإنقاذ الآخرين، رجال عمان الأوفياء في مختلف الميادين خط الدفاع العظيم: شرطة عمان السلطانية والجيش السلطاني العماني والبحرية السلطانية والحرس، وكافة منتسبي هذه الأجهزة، شكرا لكم أيها الأنقياء.. شكرا لكم على هذا العطاء، وأدام الله الأمن والأمان على بلادنا الحبيبة عمان، وحفظ الله سلطاننا وحفظ الله أبناء عمان بكل خير وحب وسلام.

ودمتم...،