الأمن الغذائي.. طريق الحياة

‏راشد بن حميد الراشدي **

ما نفذته وتنفذه وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه من مشاريع عملاقة في مجال الأمن الغذائي وتوفير احتياجات المواطن من إنتاجية أرضه ووطنه وتوفير فرص عمل لعدد كبير من المواطنين، فإن مثل هذه المشاريع مفخرة لنا جميعًا؛ إذ بتنفيذ هذه المشاريع يعُم الخير أرجاء الوطن، خاصة إذا علمنا أن هذه المشاريع مُوزّعة جغرافيًا على معظم محافظات السلطنة.

بالأمس والحمد لله، تم توقيع 28 عقد انتفاع لإنشاء مشروعات زراعية وسمكية في مختلف المحافظات بين وزارتي الإسكان والتخطيط العمراني، والثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، بقيمة إجمالية بلغت أكثر من 33 مليون ريال عُماني، وعلى مساحة تتجاوز 8 ملايين متر مربع.

هذه المشاريع جاء تنفيذها وفق مستهدفات رؤية "عُمان 2040" وبناءً على دراسات نوعية لاحتياجات الوطن وبطرق علمية حديثة ومبتكرة، وبما يتوافق مع سياسات الأمن الغذائي التي تنفذها حكومتنا الرشيدة، وفقًا لأولية الاحتياجات الضرورية والمهمة للوطن والمواطن، وعلى مراحل مستقبلية، وخطط بعيدة وقريبة المدى في هذا القطاع الحيوي.

الاتفاقيات تهدف إلى الاكتفاء الذاتي لوطننا في بعض المنتجات الزراعية والثروة السمكية، من خلال الإستزراع السمكي وإنتاج المواد المستخلصة من الأسماك، بينما في المجال الزراعي تهدف إلى إيجاد محاصيل موسمية ودائمة كالحبوب بأنواعها والفواكه والخضراوات والأعلاف الحيوانية.

وتوزعت عقود الانتفاع للمشاريع المختلفة على عدد من المحافظات، في مجالات استزراع الأسماك الزعنفية بالأقفاص العائمة، وزراعة القمح والخضراوات والفواكه والليمون، وتربية الدواجن اللاحمة والبيّاضة.

إن ما تقدمه وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه من تسهيلات للمستثمرين- خاصة العمانيين- في هذا المجال من شأنه أن يسهم في انتشار مشاريع الأمن الغذائي التي يحتاجها الوطن، بدلًا من الاعتماد على الغير، لا سيما إذا علمنا أن عُمان- ولله الحمد- تتمتع بمساحات كبيرة تصلح للزراعة، وتنفيذ مشاريع الاستزراع السمكي، وتربية الدواجن والماشية، والتي تمثل جميعها ثروة وطنية ومصدر رزق للكثير من المواطنين.

وبتوقيع مثل هذه الاتفاقيات يشتد عضد الوطن نحو مستقبل أفضل في ظل نهضة شامخة متجددة الأركان في كل المجالات، تهدف إلى زيادة الإنتاج المحلي ودعمه بمختلف الوسائل والسبل المتاحة.

شكرًا لوزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه ووزارة الإسكان والتخطيط العمراني، التي تساند وتدعم كل من يجتهد من أجل بناء هذا الوطن الغالي وبلوغ المستقبل الواعد بالخير بإذن الله.

ومع مثل هذه التباشير الجميل يسعدُ الوطن وترتفع هاماته تحت ظل قائد يصون لهذا الوطن كرامته ويسعى في عهد متجدد لتحقيق منجزات تخدم أبناء شعبه، وفق خطط ورؤى مدروسة ستحقق الخير والرخاء والإزدهار.

حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها وأسبغ عليهم وافر خيراته ونعمه.. إنه على كل شيء قدير.

** عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية