بأي حالٍ عدت يا عيد؟!

 

 

◄ ما زال أمامنا متسع من أمرنا أن نجعل هذا العيد فرحة لأقاربنا وجيراننا ومجتمعنا الأقرب

 

خالد بن سعد الشنفري

 

عيد بأي حال عدت يا عيد

بما مضى أم بأمر فيك تجديد

 

لم يحظ بيت شعر بالتكرار والإعادة في كل عيد فطر أو أضحى ومنذ ما يزيد عن 1000 عام، كما حظي به بيت شعر أعظم شعراء العرب بلامنازع ونادرة وأعجوبة زمانه أبو الطيب المتنبي.

عيد الفطر هو أول أعياد المسلمين، يحتفلون فيه بعد صيام شهر رمضان المبارك وأول يوم فطر بعد صيام شهر رمضان ولذلك سمي عيد الفطر، وحُرِّم صيام هذا اليوم ويسمى أيضا يوم الجائزة من الله لعباده المسلمين في الدنيا يفرحون بها في كل عام وتشعرهم بلذة ومتعة ما أدوه من عبادة الصيام والصلاة والقيام والامتناع عن الغيبة والنميمة والصبر على التعب والمشقه وأداء الصدقات فحق لهم الفرح بكل ذلك؛ بل عليهم السعي الى إظهار هذا الفرح بينهم في يوم العيد وأيامه الثلاثة وإنها حق يجب عليهم تحقيقه فيما بينهم فكلنا مطالبون بذلك كل حسب موقعه وبما يسره الله له- راعيًا ورعية ورئيسًا ومرؤوسًا- فهو واجب على الجميع وكلنا مسؤول عن ذلك إذا اردنا ابتغاء مرضاة الله علينا وبذلك نعمل على تحقيق الفرح بالعيد لنا ولأسرنا ومجتمعنا وكل من حولنا وإلا نعتبر مقصرين.

لم أستشعر هذا البيت للمتنبي كما استشعرته هذا العام في عماننا الحبيبة، ولم يعد تفصل بيننا وبين يوم العيد إلا أيام معدودة، بل لم استشعره حتى فيما قبل عصر نهضتنا العمانية الحديثة رغم ضنك معيشتنا وصعوبة أوضاعنا الاقتصادية.

يأتينا العيد هذا العام بعد جائحة وبائية ونوائح اقتصادية واجتماعية شملت تقاعدات بالجملة وتسريحات من العمل وفي مصادر الرزق للكثيرين منا، وأعباء أبنائنا الباحثين عن العمل علينا وابتلاءات منها ما هو من الله وفيه تطهير لنا ومطالبون بالصبر عليه ومنها ما هو من أنفسنا وعلينا محاسبتها وإصلاح ما أفسدناه ولا نبرئ أنفسنا ولا نبرئ أحد ولازال هذا متاح أمامنا (راعيًا ورعية ورئيسًا ومرؤوسًا) إذا نوينا ذلك وأخلصنا النية وتوجناها بالعمل وهذا العيد خير مناسبة لذلك والله غفور رحيم.

ما زال أمامنا متسع من أمرنا أن نجعل هذا العيد فرحة لأقاربنا وجيراننا ومجتمعنا الأقرب؛ فالأقرب فكل منا أدرى بمن أقرب إليه ونجعل عيدنا لهذا العام يمر بفرحة على الجميع والأهم من هذا وذاك أن نتعظ للمستقبل إذا أردنا مرضاة الله عنا.

أخي من لديك حساب VIP في أي بنك ثق بأن حسابك مكشوف أمام خلق الله، فما بالك بخالق الخلق والصدقات ليست مقصورة على الجمعيات الخيرية؛ بل إن هذه الجمعيات لم توجد في مجتمعنا، إلا بعد أن امتنعتَ عن زكاة أموالك وصدقاتك التي فرضها الله عليك، فهي عبادتك لله وكل منا أفضل عبادة له بما يسره الله له فاقتد برسولك الكريم إذا كنت تحبه فقد كان أجود الناس بالخير وكان أجود مايكون في شهر رمضان وكان صلى الله عليه وسلم لم يسأل شيئا من متاع الدنيا وقال لا. وهو الذي قال: "لو كان لي مثل أحد ذهبا مايسرني ألا يمر علي ثلاث، وعندي منه شيء إلا ما أرصده لدين".

من أعرف بالله ومرضاته من خلقه غير نبيه ورسوله وحبيبه صلى الله عليه وسلم، فأقتدِ به تنل خير دنياك وآخرتك، فقد كان صلى الله عليه في رمضان أجود بالخير من الريح المرسلة.