جدلية الأمن والتنمية وتلازمهما

 

فوزي عمار

يتداخل الأمن مع التنمية تداخلاً بناء وتداخلاً هداماً؛ فالأمن والتنمية مطلبان أساسيان متلازمان في علاقة جدلية تحكم أي علاقة استراتيجية للأمن القومي في أية دولة، ولا يمكن الحديث عن استراتيجية للأمن القومي دونما إرساء دعائم التنمية الاقتصادية والاجتماعية؛ باعتبارها صمام أمان وضمان استراتيجي للعملية الأمنية في بعدها الشامل.

كما إن غياب أو ضعف البنية الأمنية ينعكس بشكل مباشر على التنمية ويهدد بنسف أية مقاربة تنموية مهما كانت دقة صياغتها والإمكانيات المتوفرة لها، كما يقول الكاتب المغربي عبدالحق الصنايبي.

وبعض الدول والأنظمة تقدم الأمن على التنمية وتهتم بقوة السلطة والقبضة الأمنية ولا تهتم بقوة الدولة التي تقوم على التنمية. وقليل من الدول توفر التنمية، فلا تصرف كثيرا على الأمن نظرا لرضاء الناس على الحكومة، ونظام الحكم في البلد من المؤشرات التنموية العالية والتي تسبق وتفوق حاجة الناس؛ فهي تشبع احتياجات المواطن المادية، بينما تلجأ الأنظمة التي تعتمد المقاربة الأمنية على إشباع غرور المواطن بشعارات من قبيل السيادة ومحاربة العدو الخارجي. بينما لا تحارب الفقر والعوز والمرض والفساد ولا تعتبرها عدوًا داخليًا أقرب وأولى بالمحاربة.

ومن جهة أخرى لا يقوم أمن في غياب التنمية، وكما قال وزير الدفاع الأمريكي الأسبق بوبرت ماكنمارا: "إنه لا أمن دون تنمية".

وكما أشرت سابقًا، فإن الأمن والتنمية متلازمتان، وهناك أمن غذائي ومائي واقتصادي وهي كلها عناوين للتنمية والأمن معًا.