مشاريع مُعلقة

 

 

‏راشد بن حميد الراشدي

 

مؤسسات صغيرة ومتوسطة اجتهد في تأسيسها شباب أرادوا أن يشقوا طريقهم كرواد أعمال نحو مُستقبل واعد لهم، فكافحوا حتى نجحوا في مشاريعهم التي كانت حلمهم في هذه الحياة لتصبح حقيقة واقعة.

جاءت هذه الأزمات لتقضي على مشاريعهم؛ فالحركة التجارية بطيئة جدًا والحركة الشرائية تكاد تصل للنصف، مع مُتطلبات وتكاليف مثل رواتب العاملين وإيجارات المكان والضرائب والغلاء وفواتير كهرباء والتي أرهقت كاهلهم، فلا إعفاءات ولا أمل قريب لحل مشاكلهم فهم فقط المعنيون بكل تلك الخسائر وعليهم تحملها. وبعض إخوانهم أُغلقت اليوم مشاريعهم بسبب إفلاسهم وخسائرهم المتتالية وهم بقوا يصارعون القادم من أمواج الحياة.

معي في مقالتي نموذجان من نماذج الشباب المكافح الذي ظل صامدًا إلى اليوم مع المطالبات التي كثرت عليهم من كل صوب:

النموذج الأول: شاب آثر أن يشق طريقه في مجال المخابز الحديثة فأنشأ مخبزًا بذل فيه الغالي والرخيص ليتفاجأ في هذه الأيام العصيبة بغلاء الأسعار وغلاء الوقود وغلاء الكهرباء والضريبة وهذا كله انقلب على دخل المخبز إضافة إلى ضعف الدخل والركود في بعض الأيام ففاتورة الكهرباء فقط وصلت مطالباتها أربعة آلاف ونصف الألف!

اليوم نحن أمام مشاريع معلقة يجب وقوف الحكومة معها قبل انهيارها وإفلاسها فصاحب المخبز يندب حظه باكيًا ظروفه الصعبة.

النموذج الثاني: شاب استقال من عمله ليتفرغ لمشروعه الحلم وهو إنشاء بيوت محمية وزراعة الخضروات الموسمية؛ كالطماطم والخيار وغيرها من المحاصيل الأخرى في مزرعة اشتراها لمشروعه. ونجح بحمد الله في إقامة عدد من المحميات في مزرعته والتي كلفته عشرات الآلاف ليصطدم بواقع هذه الأيام التي عصفت بمشروعه غلاء في المواد الزراعية مع تطبيق ضريبة القيمة المضافة بدون دعم يُذكر وغلاء في الكهرباء وغلاء في أسعار النقل والتسويق.

فتجمعت كل الظروف أمام طاقته التي لا حول له ولا قوة إلا بالله فيها وحتى أسعار شراء المنتجات الزراعية انخفضت بشكل ملحوظ لينخفض بذلك الدخل، كما أن مطالبات فاتورة الكهرباء وصلت إلى 9000 ريال؛ حيث لم تراعَ تسعيرة المزارع عند التعرفة الجديدة.

معاناة يومية لمثل هؤلاء من أصحاب المحلات الصغيرة وأصحاب المكاتب وأصحاب المشاريع المتوسطة والصغيرة في مقاومة سبل الحياة.

وهنا نقدم مقترحات يسيرة وسهلة يمكن من خلالها تحقيق الدعم لهؤلاء الشباب لدفعهم نحو النجاح وإيجاد مصادر دخل مستمرة لهم:

  1. إعفاء مشاريع الشباب أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من جميع الرسوم الإدارية والضريبية التي تصدرها مؤسسات الدولة لمدة 5 سنوات.
  2. إعفاء الشباب أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من رسوم فواتير الكهرباء أو تخفيضها لمدة 5 سنوات.
  3. استثناء ضريبة القيمة المضافة من جميع المنتجات التي يستهلكها الإنسان والحيوان والنبات كالمواد الغذائية والأعلاف والأسمدة والمبيدات الزراعية.
  4. دعم مشاريع الشباب من خلال إيجاد منافذ تسويقية لهم وشراء منتجاتهم.

هناك الكثير من المشاريع المُعلقة التي تنتظر قرارات المسؤولين بتخفيف العبء عن كاهل الشباب من رواد الأعمال، ودعمهم الدعم الأمثل، لضمان نجاح مثل هذه المشاريع، والتي ستساهم في دفع الحركة التجارية والاقتصادية في البلاد.

حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها وأسبغ عليهم خيراته ومكرماته.

عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية