"خزائن".. القرار الأمثل للاستثمار

 

حمود بن علي الطوقي

شاهدتُ عرضًا مرئيًا قصيرًا لم يتجاوز ثلاث دقائق عن مُخطط مدينة خزائن، وذلك ضمن أعمال منتدى عُمان للقيمة المحلية المضافة، ومشروع خزائن أحد أهم مشاريع شركة عمان للاستثمار، وهذه المدينة الاقتصادية المتكاملة تمثل فرصة سانحة لتوطين الاستثمارات، وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية لتجد البيئة الآمنة في هذا المشروع الوطني المهم.

ولمعرفة المزيد عن هذا المشروع وهذه المدينة قادني الفضول للقاء المهندس سالم بن سليمان الذهلي الرئيس التنفيذي لمشروع مدينة خزائن بمكتبه؛ حيث استمتعت بالعرض الرائع الذي قدَّمه الأخ محمد بن سليمان السالمي اختصاصي تطوير الأعمال بهذه المدينة الواعدة التي من المؤمل لها أن تساهم في رفد الاقتصاد الوطني فترة اكتمال المشروع. وحسب العرض المقدم فإنَّ القائمين على تنفيذ هذا المشروع يسابقون الزمن ويعملون ليل نهار من أجل تحقيق الهدف المنشود.

مشروع مدينة خزائن الذي يتم تنفيذه بولاية بركاء بمحافظة جنوب الباطنة سيكون أحد الروافد الاقتصادية الجديدة لبلدنا الغالية وسيكون مكملا لتلك المدن الاقتصادية كمدينة الدقم الاقتصادية ومدينة صحار الاقتصادية ومدينة صلالة وسيلتحق بالركب هذه المدينة الحالمة (خزائن) لتحقق مع اكتمالها بنية استثمارية واعدة ذات قيمة مضافة للاقتصاد الوطني.

حقيقة إن الاستثمار في مدينة خزائن سيكون الخيار الأفضل ذا العائد المالي المشجع للاستثمارات المحلية وحتى الأجنبية التي ستتوافد من دول مختلفة ومن وراء البحار لتجد ضالتها في هذه الأرض المباركة التي حباها الله بخيرات وفيرة وبمميزات عديدة.

أبهرني العرض الجميل لمدينة خزائن والتي تبلغ مساحتها الشاسعة  مخططات لبناء أكبر مدينة اقتصادية متكاملة بمكونات رئيسية تعتبر بمثابة الركائز الداعمة لهذا المشروع الاقتصادي الكبير الذي سيُساهم وبشكل إيجابي في تنويع التنمية الاقتصادية المستدامة للسلطنة ويفتح آفاقاً وفرصاً أوسع لرجال الأعمال والمستثمرين ورواد الأعمال وأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ويفتح مجالا لاحتضان آلاف الفرص لالتحاق كوادرنا الوطنية في وظائف مختلفة.

أجزمُ أنَّ مدينة خزائن العملاقة سترفد الاقتصاد الوطني وستحقق تطلعات رؤية "عمان 2040" وستعزز من أهداف الحكومة في تنويع مصادر الدخل وذلك من خلال بناء مدينة اقتصادية متكاملة ذات مقاييس عالمية وبنية حديثة متطورة تتضمن بناء ميناء بري ومنطقة حرة تتمتع بإعفاءات ضريبية جاذبة للاستثمار ومستودعات جاهزة لمتختلف أنشطة التخزين وتوفر خدمات لوجيستية متنوعة مثل المنطقة الحرة وأكبر سوق للخضراوات والفواكه وأكبر سوق المركزي للسيارات وبناء مدينة متكاملة للتكنولوجيا والأعمال ومواقف للشاحنات بمواصفات عالمية وسوف يتم بناء مدن سكنية وتجارية مُتكاملة بأحدث المواصفات العالمية.

إن نجاح قيام ونمو هذه المدينة لكي تقدم خدماتها بأسلوب عصري يتطلب من الحكومة تبسيط الإجراءات وتشجيع الاستثمارات المحلية والأجنبية لتكون مدينة خزائن أحد أهم الخيارات الاستثمارية، ولعل وجود هذه المدينة سوف يعزز من قناعة المستثمر المحلي والأثرياء من بلادنا لضخ استثماراتهم في بلادنا بدلاً من البحث عن الخيارات الخارجية. فقد اطلعنا تقرير حديث وكشفت أن قيمة العقارات المملوكة للعمانيين في دولة الإمارات العربية المتحدة بلغت نحو 1.5 مليار ريال عماني (14 مليار درهم) خلال عام 2019، وأن أعداد العمانيين المتملكين للعقارات بلغت 3993 عُمانيًا خلال نفس الفترة.

لاشك أنَّ هذا المؤشر يؤكد أن الفرص الاستثمارية خارج عمان انسب، لهذا تحركت رؤوس الأموال العمانية إلى الخارج، وهذه رسالة إلى الجهات المعنية بأهمية توفير البيئة المناسبة والفاعلة والمشجعة للمدخرات الوطنية؛ لكي تظل داخل البلاد ويعم خيرها على العباد والبلاد، ولعل وجود مدينة خزائن سيكون المكان الأنسب مستقبلًا لحشد أكبر قدر من الاستثمارات، وخيارنا الآن أن نجذب هذه الاستثمارات ونوطنها في عُمان.