متخصصون وطلاب يؤكدون دور المسرح المدرسي في الارتقاء بالوعي والثقافة

"أبو الفنون" يدخل العناية المركزة بسبب "كورونا".. والبدائل الرقمية "منزوعة الدسم"

الرؤية - ناصر العبري

يعرف المسرح بأنه "أبو الفنون" ومتنفس للإبداع والتميز، سواء من حيث النصوص أو الأداء التمثيلي، لكن في خضم الأزمة الصحية التي اجتاحت العالم خلال العام ونصف العام الماضي، تعرضت المسارح حول العالم لأطول فترة إغلاق ممكنة منذ عقود، حيث لجأت الدول إلى فرض الإغلاقات وحظر التجول ووقف الأنشطة الترفيهية والثقافية، ضمن جهودها لاحتواء جائحة كورونا.. والمسرح المدرسي جزء من منظومة المسرح العالمي، ويؤكد عدد من المختصين  والطلاب على أن التوقف الذي تعرض له المسرح المدرسي في السلطنة عكس العديد من التحديات، لكنه فتح الباب أمام فرص يمكن استغلالها.

وتقول الكاتبة المسرحية موزة بنت مهنا الكندية المديرة المساعدة لمدرسة الشعثاء بنت جابر: "المسرح هو مجتمع مصغر للحياة يعكس الواقع الذي نعيشه ويعالج قضاياه وجائحة كورونا أصابت العالم بكثير من المشاكل والمسرح قد يكون الوجهة المناسبة للحد منها كعرض بعض المشاهد التوعوية وعرض صور من الواقع تمثل النتائج المؤلمة لهذه الجائحة وقد يخرج الممثل للمجتمع بماذا لو؟ وماذا كنت تفعل؟ ولو كتبت مسرحية كنت أكتبها على شكل حلم يحلم بأن كورونا وحش يلاحق الناس وفجأة يجد من يقف ويحاول الحد منه وبتدخل الناس والإغراءات التي يقدمها كورونا وعدم الالتزام بالإجراءات يقع في شراك المرض وفي النهاية يستيقظ من الحلم ليجد نفسه ممدا في المستشفى بعد إصابته بالمرض ولكن ليس بكورونا بل بكسر لأنه وقع من السرير أثناء الحلم".

أما الكاتبة المسرحية تحية بنت موسى الرواحية من مدرسة سيح المعاشي للتعليم الأساسي فتؤكد أن المؤلف المسرحي حاله كحال أي فرد من أفراد المجتمع، ودوره في ظل الجائحة لا يختلف عنهم، فما فرضته الجائحة من تباعد مجتمعي وانعزال اضطراري جعل الكل في استجابة مطلقة للوضع الراهن، بالرغم مما يعتري المؤلف من مشاعر الحنين والشغف لخشبة المسرح والمشاهدات الحية والاستمتاع بالحياة المسرحية. وتقول: إن الكتابة عن الجائحة في حد ذاتها لا توجد إلا أن المشاهدات اليومية ومعايشة الوضع يخلق أفكارا ما زالت في علبة العقل.

كمال الهنائي.jpeg
 

المسرحي كمال بن محمد الهنائي من مدرسة بهلاء للتعليم الأساسي يرى أنه في ظل هذه الجائحة، وتفشي وباء كورونا، فإنَّ الحياة أخذت انعطافا مغايرا تماما لما كانت عليه قبل كورونا، لذلك سلكت الفنون المتعددة اتجاهًا لم يكن في الحسبان فيما هو متعارف عليه، والمسرح سلك مسارًا في تقديم فنه كون الجمهور سيد العرض المسرحي، لكن سعت الفرق المسرحية إلى محاولة التكيف مع الظروف. وأضاف أنَّ أبرز ما قام تمثل في المشاركة بالمسابقات الطلابية عبر أداء عروض تمثيلية (أفلام قصيرة) بأفكار بسيطة ومحتوى مناسب وفق الإمكانيات المتاحة بين ممثلين فقط، تجنبًا للاختلاط.

رائدة الهاشمية.jpeg
 

وقالت الكاتبة والمخرجة المسرحية رائدة بنت حمد الهاشمية من مدرسة جماح للتعليم الأساسي إن المسرح المدرسي يعد أكثر الأنشطة تأثرًا بجائحة كورونا التي يمر بها العالم، حيث يعتمد المسرح في الأساس على العرض الحي، وتواجد جمهور مباشر في المسرح. ورغم ذلك، ترى الهاشمية أن المسرح ما زال صامدا في ظل هذه الجائحة، فهناك عروض يتم تقديمها في دول عدة من أجل أن يقوم المسرح المدرسي بتقديم رسالته بما يتوافق مع إجراءات الأمن والسلامة للطالب بشكل خاص والمجتمع بشكل عام، وذلك عن طريق تقديم العروض عن بعد عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي. وأوضحت الهاشمية أن المسرح يتيح الفرص للطالب للمشاركة وإظهار إبداعه في التحدث والعرض أمام الجميع، مما له دور كبير في تنمية وصقل مواهب الطالب.

علي الهنائي.JPG
 

ويرى علي بن خليفة الهنائي أخصائي ابتكار وأولمبياد علمي أول بالمديرية العامة للتربية والتعليم في محافظة الداخلية أن المسرح يعاني من أوقات حزينة وصعبة، فقد تسببت أزمة كورونا في فقدان بريقه ولو مؤقتا، وقطع همزة الوصل بين الممثل والجمهور، لكننا نأمل الاستفادة من الفضاء الرقمي لتقديم أعمال مسرحية ومواصلة الكشف عن المواهب الطلابية المتألقة وعرضها أمام الجمهور بأي طريقة كانت.

عائشة المفرجية.jpeg
 

في المقابل، تقول الطالبة عائشة بنت سلطان المفرجية من مدرسة جماح للتعليم الأساسي إنها خلال العام الدراسي المنصرم، لم تؤدِ أية مشاهد مسرحية على الإطلاق، رغم أنها كانت تستعد لتقديم مسرحيتين هما "أنين القبور" و"رسالة إلى أبي قابوس"، مشيرة إلى أنَّ العملين جاهزان، للعرض، والجميع كان يترقب بفارغ الصبر السماح بتقديم العروض.

أحمد الهنائي.jpeg
 

ويقول الطالب أحمد بن صالح الهنائي من مدرسة محمد بن مسعود بولاية منح إن المسرح فن خالد، ولا يمكن لأي ظروف أن تكتب شهادة وفاته، مهما دارت عليه الأيام والحوادث. ويضيف: "أحبُ المسرح فهو هوايتي الوحيدة وسأظل أعمل من أجل تطوير نفسي وصقل مهاراتي، لأنني أؤمن أن المسرح نافذة توعوية للمجتمع حول مختلف القضايا".

ويقول حميد بن خلفان الحراصي من مدرسة محمد بن روح (المسائية) إنه منذ بداية جائحة كورونا، تعرض معظم القطاعات للتوقف والإغلاقات، لكن كانت التكنولوجيا البديل والخيار المتاح، خاصة بالنسبة للمسرح، وكذلك بعض الفنون مثل السينما.

تعليق عبر الفيس بوك