شاهد.. فيديو نادر للشهيد "أبو عبيدة" مع نجله يشعل "السوشيال ميديا"

غزة - الوكالات

انتشر على نطاق واسع في منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو مؤثر يُظهر المتحدث السابق باسم كتائب القسام الشهيد حذيفة الكحلوت (أبو عبيدة) برفقة نجله يمان الذي استشهد معه، كاشفا جانبا إنسانيا وشخصيا نادرا من حياة الرجل الذي اعتاد الظهور ملثما في بياناته المصوّرة التي تابعها الملايين.

ويبلغ طول المقطع قرابة دقيقة واحدة، ويظهر فيه أبو عبيدة وهو يلاعب نجله الصغير ويطرح عليه أسئلة بسيطة، من بينها: “ما عاصمة فلسطين؟”، ليجيب الطفل سريعًا: “القدس”، في مشهد لاقى تفاعلًا واسعًا لما يحمله من دلالات رمزية وإنسانية عميقة.

وكانت عائلة الكحلوت في قطاع غزة قد نعت ابنها حذيفة، بعد إعلان كتائب القسام استشهاده خلال العدوان على القطاع. وأوضحت العائلة في بيان رسمي أن الشهيد ارتقى برفقة زوجته وابنتيه ونجله يمان في عملية اغتيال وقعت في أغسطس/آب الماضي.

ونجل الشهيد، يمان، هو الطفل الذي ظهر في المقطع المتداول، والذي وثّق لحظات أبوية حميمة بعيدة عن صورة القائد العسكري الصارمة التي اعتاد الجمهور رؤيتها.

ونشر شقيق أبي عبيدة المقطع عبر حساباته، مؤكدًا أنه احتفظ به لسنوات، واصفًا شقيقه بأنه “أب حنون، ومربٍ، وأخ، وقائد، تكاد المناقب الحسنة كلها لا تغادره”، وهو ما زاد من انتشار الفيديو وتأثيره.

الصحفي الفلسطيني يوسف شرف علّق على الفيديو قائلًا: “ليس مقطعًا عابرًا، هذا أبو عبيدة مع ابنه يمان.. قائد في الميدان، وأب يزرع الرجولة بلطف. يمان لم يكن طفلًا خلف الكاميرا، بل رفيق الدرب حتى ارتقيا معًا”.

ويُظهر الفيديو الشهيد وهو يعلّم نجله الأرقام، ويسأله أسئلة تربوية ودينية من قبيل:

من ربك؟

ما دينك؟

من نبيك؟

ما عاصمة فلسطين؟

ما عاصمة مصر؟

وهي مشاهد رأى فيها كثيرون تجسيدًا لدور الأب المربي إلى جانب صورة القائد المقاوم.

وعلّق مغردون على المقطع بكلمات مؤثرة، حيث كتب منيب أحمد: “كلكم ثمار ونِعم الثمار”، فيما قالت فوزة المصري إن “الطفل طير من طيور الجنة”.

أما حساب “الأيوبي” فنشر صورة مركبة لمقاوم وطفل وكتب عليها: “اللي خلف ما مات”، بينما نقل حساب “مو المصري” عن عبد الله شقيق أبي عبيدة قوله إن الشهيد كان “شخصية فريدة تجمع بين القيادة والأبوّة، والشراسة واللطف، والحزم واللين، كلٌّ في حينه”.

وفي حديث عن حياته الخاصة، أشار شقيقه إلى أن أبا عبيدة “كان إنسانًا في بيته، ويعلّم أبناءه القرآن”.

كما أعاد ناشطون تداول مقطع فيديو آخر يعود لعام 2015، يظهر فيه أبو عبيدة وهو يُنشد النشيد الوطني العراقي “موطني” خلال جلسة عائلية مع والديه وإخوته، ما أضاف بعدًا إنسانيًا آخر لصورة الرجل.

وكتب المغرد رضوان أبو معمر أن الشهيد كان “صوت الحق، وابن غزة البسيط، ابن المخيم والبحر، يجلس على الرمل بحبة بذر ويضحك مع عائلته”.

فيما قال محمد القديم إن هذه المقاطع تُظهر أن “الصورة النمطية للمحارب تتبدد بعد استشهاده، ليظهر إنسانًا بسيطًا كان حلمه أن يعيش في وطن حر”.

وغرد حساب “hnaa8657”: “سلام على من علمنا أن الكرامة لا تُساوم”، بينما أشار حساب “نيمو فيش” إلى “الألم والحسرة في عيني أبي عبيدة وهو ينشد موطني”.

أما المغرد سليم فكتب أن أبا عبيدة من الرجال الذين “يحزن القلب لفقدهم، رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه”.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة

z