الزواج من الخارج

 

حمد بن صالح العلوي

al3alawi33@gmail.com

 

 التقيت به في أحد المحلات التجارية المعروفة من غير موعد "ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد..." رأيته شاحب الوجه حزيناً كئيباً مهموماً، وقرأت وجهه كأن شيئا يغلقه، قلت له: عوض.. خيرًا مالك حزين؟!

رد عوض التحية والسلام مطأطئ الرأس بوقار واحترام، وبعد طيب الكلام وأحسنه، وبعد أن اطمأنت نفسه وهدأ قلبه وفؤاده، قال: أقسم بالله يا صاحبي إن ما يحزنني، القوانين التي أهلكتنا وقصفت أظهرنا.

قلت له: وأي القوانين هذه التي جعلتك في هذا الحال.

قال عوض: الزواج والشروط المُعقدة، ومن هذه الشروط: أن يكون المتقدم للزواج من الخارج عمره 45 سنة وزيادة وتكون زوجته مريضة أو بها علة يستحيل الشفاء منها.

وتابع عوض: عمري 41 سنة ورفاقي أعمارهم 35 سنة وسمح لهم بالزواج من الخارج كيف ذلك لا أدري، هنأهم الله وهنأ زوجاتهم!

كفكف دموعك يا صاحبي وسيعوضك الله تعالى وستكون في أحسن حال، سعيداً ولا تعجز، واعلم رحمك الله إذا كانت الأبواب مُغلقة، فأبواب ربك وسماؤه مفتحة لا تغلق أبداً، وعليك بالدعاء، بل أكثر من الدعاء. اطمأن صاحبنا عوض، وهدأ وكان متكئا واعتدل في جلسته، ورفع كفيه إلى السماء وقال يارب!

قارئ العزيز.. بارك الله تعالى في أيامك، صباحاً ومساء، وهنأ معيشتك، وجعلك سعيدا خاليا من الهموم والأحزان.

أيُّها المسؤول الذي بيدك القرار، الرحمة.. الرحمة بشبابنا، ارأفوا بحالهم، وأعيدوا النظر في قراراتكم، لعلكم ترشدون، إلى أنجع الحلول وأحسنها، حتى يعيش شبابنا في سلام ووئام واطمئنان.