عائض الأحمد
الحظ وما أدراك ما الحظ، هناك من تبتسم له الحياة وتعطيه أكثر مما يُريد، وهناك من يُريد القليل وتدير له ظهرها، ويقال عنه في روايات أخرى "النحس" وهذه قصة بطلنا "المنحوس" في حقبة حكم الشيوعية في إحدى دول أوروبا الشرقية عندما هم ذاك المزارع "المنحوس" بسرقة كيس قمح ولكن لسوء حظه، كان عليه قبل ذلك، أن ينهي عمله بمحصلة مطلوبة مسبقاً، ويعدها دون أن تنقص حبة واحدة، وإلا سينال العقاب على تقصيره، فما كان منه إلا أن أحضر كيسين وملأهما بالفحم المعد للتدفئة، ووضعهما في وسط الأكياس، وبعد العد يستطيع أن يأخذ واحدًا مقابل عمله، ولسوء حظه ورداءة نيته، أعطي كيس الفحم، لسواد وجهه وسوء تصرفه وحظه العاثر
فعاد "بخفي حُنَيِن" وكيس فحم!
وفي ذلك يحكي تراثنا الشعبي الكثير من الأمثال عن سوء الحظ ولعل "المنحوس منحوس ولو علقوا على راسه فانوس" من أقربها إلى الشعوب العربية المنحوسة، والملحوسة أحيانا شاءت أم أبت.
أما على مستوى المتحدث فلعل "مسعود" أخي وحبيبي، وابن قريتي، صديق عمري، أكبر نكبات حياتي، فهو قريب مني لدرجة يصعب معها الخلاص منه، وهو أحد أسوء ما عرفت، ليس لتعمده الأذى، ولكن لغبائه وسذاجته، وسوء تصرفه، فماذا لو كان حظي مع صديق يشغل منصبًا وزاريًا، أو على الأقل مكتبا سياحيا، لننعم برحلات مخفضة بمعية من ابتلينا به، لأنه قدرنا.
وإلا ماذا ستقول عن من يطرق بابك بعد منتصف الليل، ويدخل عنوة دون أن تشير له ولو بإيماءة، ثم يسرد لك فرصة عمرك كما قال، مشروع يدر ذهباً، وأنا أحرك رأسي ليس للإنصات، وإنما لشدة النعاس، وهو يشرح بما يشبه الهذيان، إلى أن وصل حديثه بأنه تواصل مع مستثمر في "البوسنة" للمشاركة في محل يبيع المشروبات "الروحية" وكأنه لايعلم بأنَّ هذه البلاد خاضت حروبا، من أجل وجودها وهويتها الإسلامية، فماذا سيكون ردي على عرضه الرخيص بعد منتصف الليل.
من ابتلي بأمثاله عليه بالصبر لاغيره، فلعلها الحكمة الإِلهيَّة، نعلم بعضا منها وماخفي أجر لنا بإذن الله.
من يعتقد بأنه يعيش في عزلته بعيدا عن هذا العالم فهو الجنون بعينه، "مسعود" عليك أن تثق بي هذه المرة، تربية "الدجاج" عملك السابق "التَّدْجِينُ" ليس بحاجة مستثمرين بل بحاجة خبير مثلك.
ختامًا.. لن تصلح شيئاً وأنت تفسد كل الأشياء.
**********
ومضة:
لو لم تكن بهذه اللغة لما فهمها أحد.
**********
يقول الأحمد:
المتعة الحقيقية أن تجد نفسك، وتحدثها بصدق، فقد تشعر بأن من حولك كثر وهم في الحقيقة واحد فقط.