المواطن يتحمل المسؤولية الأكبر

علي بن بدر البوسعيدي

قرارات جديدة أعلنتها اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا، والتي تتضمن إغلاق جميع الأنشطة التجارية من الساعة 8 مساء وحتى 5 صباحا، اعتبارا من مساء يوم الخميس 4 مارس الجاري حتى صباح يوم السبت 20 مارس، والحق أن هذه القرارات توقعها البعض، في ظل الزيادة الواضحة والمُقلقة لأعداد المنومين في المستشفيات، وخاصة في وحدات العناية المركزة.

تطورات انتشار الفيروس خلال الأسابيع القليلة الماضية، توضح أن عددا كبيرا من المواطنين يتحملون المسؤولية عن هذه الزيادة في الإصابات، والسبب يعرفه كل متابع للشأن المحلي، فعدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية مثل ارتداء الكمامات والحرص على التباعد الجسدي، فضلاً عن عدم التزام البعض من القادمين من الخارج بالحجر الصحي، كل ذلك تسبب في تفشي المرض مجددا، بعدما ظننا أن المرض آخذ في الزوال!!

من المشاهد المؤسفة التي نراها أيضا، تجمع عائلات في بيت واحد، وتجمع العشرات في مزرعة هنا أو هناك، فضلاً عن ركوب الشباب والأصدقاء في السيارات دون ارتداء الكمامات، إلى جانب الكثير من المخالفات الواضحة لقرارات اللجنة العليا، والتي نقرأ عنها في وسائل الإعلام كل حين.

أقولها- بوضوح- إن المواطن يتحمل المسؤولية الأكبر في تفشي مرض كورونا، فاللجنة العليا مشكورة تسعى لكبح جماح هذا الوباء من خلال الإجراءات التي تفرضها بين الفينة والأخرى، لكنها في الوقت نفسه، تحرص على استدامة الأنشطة الاقتصادية، والجميع يعلم ما تعرض له أصحاب الأعمال وغيرهم من ضغوط غير مسبوقة جراء الإغلاقات التي نفذتها السلطنة خلال العام المنصرم. ولم تكن عمان وحدها التي اتخذت مثل هذه الإجراءات، بل كل دول العالم تقريباً نفذت وفرضت الإغلاقات وحظر التجول.

ما المطلوب إذن؟

المطلوب من الجميع التقيد بالإجراءات الاحترازية، فالكمامة لن تسبب لك أي أذى، بل ستذهبه عنك، وستحميك بدرجة كبيرة من الإصابة بهذا المرض الخطير، وكذلك التوقف عن التجمعات والحد منها قدر المستطاع، وعدم السفر للخارج إلا للضرورة القصوى، وأهمية أن يتلزم كل مسافر وصل السلطنة بإجراءات الحجر الصحي، وخيراً فعلت اللجنة العليا أن ألزمت جميع القادمين من الخارج بالحجر الصحي المؤسسي.

إنني أدعو كل فرد في هذا المجتمع، أن يتقيد بالإجراءات الاحترازية، وأن يضع نصب عينيه صحته وصحة أسرته ومجتمعه، وأهمية الحفاظ على تماسك مؤسساتنا الصحية، فأي ضغط عليها مجددا سيهدد المنظومة الصحية ويضعها في موضع صعب للغاية.. فهل تعلمنا درس 2020؟