أي نظام للرياضة نريد؟!

محمد العليان

بعد مرور 50 عاماً من عُمر النهضة المباركة لبلادنا، آن الأوان أن نحدِّد أهدافا وخططا ورؤية رياضية تجدِّد الماضي وتطوِّر الحاضر لنواكب العالم في التطورات والتغييرات والنقلة الكبيرة في الرياضة ومفهومها وممارستها؛ ولذلك نسأل: أيُّ نظام نريد للرياضة عندنا؟ أهو الهواية أم الاحتراف؟

الزمن يفرض علينا أنْ نضع ونسير وفق التغيير والتطور بالرياضة مع دول العالم، والتي تعتبر الرياضة بكافة مجالاتها وألعابها وإدارتها صناعة تجلب الأموال وتشكل عائدا اقتصاديا، وليست عبئا ماليا كما يحصل عندنا؛ حيث تصرف الحكومة على الرياضة دون أي مدخول أو إيرادات للأندية والاتحادات وحتى الوزارة، فإلى متى ستظل رياضتنا تُعاني من التخلف والرجوع للوراء؟ رغم أن العالم يتطوَّر والأغلبية جاءت من ورائنا وتطور وواكب العالم والرياضة.

اليوم.. أصبحت رياضتنا تُسيرها مصالح وأهواء ومكاسب ومنافع شخصية في كافة مجالاتها وألعابها وإدارتها، إذا أردنا لرياضتنا النجاح فعلينا أن نحدد أي نظام نريد أن تسير عليه.. فقلد أصبحت الرياضة عندنا تسير في غير اتجاهها الصحيح للأسف، ومعظم الأشياء تتعثر ولا تتغير، حيث لا يزال البعض يقود الدفة بعقليات التسعينيات، ولا يزال البعض أيضاً متمسكا بكرسي الرئاسة لأكثر من 8 أو 10 سنوات، ولم يقدم أي شيء للرياضة؛ سواء على مستوى الاتحادات الرياضية أو مستوى رئاسة الأندية، مبررات الشكوى كثيرة ممن تولوا سدة المسؤولية، ولم يكونوا بمستوى الأمانة لضحالة تفكيرهم وضآلة عطاءاتهم وقصور فهمهم في معالجة أي خلل، الحق يجب أن يقال.

لقد ملَّ الشارع والوسط الرياضي من سيمفونية الإصلاح والتغيير في ظل واقع رياضي مكرر منذ عقود، الكل عندما يتولى مسؤولية أو منصباً في الرياضة يدَّعي الإصلاح، ولكن على طريقته الخاصة، والمفقود هو الإصلاح المنشود، المفاهيم يجب أن تتغيَّر والتشريعات والأنظمة والقوانين يجب أن تكون في صدارة التغييرات، ونظام الاحتراف يجب أن يأخذ مكانه في الرياضة بشكل عام؛ سواءً على المستوى الإداري والمالي، أو على المستوى الفني أيضاً، إذا أردنا لرياضتنا التقدم والازدهار وجعلها صناعة وإيرادات، حتى ولو في البداية بعملية جزئية في نظام الاحتراف للرياضيين والتفرغ للرياضة.

ومن خلال ما تعلمنا واكتسبناه، واقتنعنا بأنَّ التمسك بالحقيقة أمر لا بد منه مهما كانت النتائج، وأن أهم ما يتصف به المرء هو الوفاء لنفسه ولسواه، والالتزام بصدق الرسالة الرياضية ومفاهيمها السامية التي من أجلها تمارس وتدار، ولمن آمن بالحياة حقيقة وعطاء.

تحتاج رياضتنا إلى إستراتيجية ورؤية واضحة تسير عليها، وخطط سنوية وأهداف حتى تحقق المراد منها، في ظل أجواء تغيَّرت فيها المفاهيم والأساليب، ودخول مرحلة جديدة، رياح التغييرالعاصفة يجب أن تهب على قطاع الرياضة وتشتعل المنافسة في العمل والتطور والإنتاجية والاستثمار. هذا لن يأتي بنظام الهواية، ولكن سيأتي بنظام الاحتراف فقط وتغيير الموازين إلى مرحلة الرياضة المتجددة، وهذا ما نأمله وننتظره في الحاضر والمستقبل بقيادة أمل الرياضة والشباب صاحب السُّمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب.