المفلس والحسناء

عائض الأحمد

 

لقاءٌ عابرٌ، ولحظة لم تكن صدفة، ولم تكن موعدًا، ولم تكن أي شيء، لكنه ظَهَر وكأنه الأسطورة، خلفه وأمامه جوقة، يَسِير بينهم علَّه يسهل تفرقه الجموع، دُون أن يطلب منهم أو يوحي لهم بأنه عظيم أو آخر رجال الكون؛ فهمُّهم القاصر جَعَلهم يعتقدون ذلك، ويُصرون عليه، ويجعلونه عقيدة أمة ونهجًا يسير به المقربون.

يُفضِي لأحدهم: لا تجعلوا من أنفسكم قضاة، وكل من حولكم متهمين؛ فنفقِد مِصداقية القول والعمل.

تقُول له تلك الحسناء أمَا كُنت يومًا تتمنَّى لِقائي، وعندما كان فَرَضت شروطًا لم تَكُن في حُسباني.

بجهل منا، وقد يكون لشيء آخر، نشوِّه أعمالًا رائعة، وننتقص من حقوق الآخرين، وكأننا خُلقنا في هذا الكون وحدنا.

كلُّ لقطاته هفوات يظنُّها خُطوات تقرِّبه؛ فإذا بها عَثَرات تسحقُ المقرَّبين وينتشِي بها مَنْ في قلبه مرض.

كُتِب عليها أن تعيش الشَّيخوخة وهي في أبهى صورها "حسناء"، هام بها شوقًا، فسقطت دون أن تعلم أيَّ دور ستلعبه؛ فكان لها أثر السحر، عملا بأحجية طال تفسيرها، الجماعة واحد والواحد هو الجماعة "ومن شذ"؛ فمصيره مَزيد من التقريع والتفتيش. ونبش ذاكرة "جمالها" تستحضر أيام الصبا، وهى تنشد أيَّ روح ستزورني اليوم، فادهن "شذى" الورد فواحا، يزور شوارع "حيا" مات هنا ودفن وأكله التراب، ثم بعث متحدثا ليُسمِعهم لو كان لكم حقٌّ لكنت أول من يعطيه لكم، ولو بعد حين.

كُتِب عليك سيدتي "الحسناء" لبس الأسود في دار قوم ساء بهم المقام، يتهامسُون خوفًا وجل ضعف كله انكسار.. سيدي أطفئ النور لا يحق لك أن تُوقِظني، فأنا في حلم شتاء أنشد الدفء وكلها أحلام أقرب إلى الأضغاث مُجتمعة، لا نفع فيها ولا رجاء.

كانتْ أمهاتُنا تحاسبنا على الأحلام إن ابتلت عقولنا فزادنا حرصًا على ترقُّب أي شيء سنرى.

"إنها روايتي القادمة، فلا تذهب أكثر بفكرك السقيم لتعلم راويا أين يضع علامة استفهامه".

----------------------

ومضة:

"ليس عليك تفسير حروفي، فكم من جُنون قاد أصحابه إلى رشد".

****

يقول الأحمد:

"هذه المرة لك ولن تندم، فأنت من وضع الصاع في رحالها".

الأكثر قراءة