عُمان بوابة السلام إلى العالم

 

جيهان رافع

 

جاءَ تاريخ الأسرة الحاكمة منذ البداية بفكر السلام ليتوّج به مسيرته فانفرد وتميّز بالعمل على تطويره والتقدم به عبر التاريخ إلى وقتنا هذا.

وكتاب "فلسفة الحِياد العماني.. إجابات الماضي عن أسئلة المُستقبل" لمُؤلفه هيثم الغيتاوي، لم يأتِ فقط على تأريخ ما جعل من عُمان بوابة للسلام إلى العالم بل دوّن بطريقة أدبية مُميزة ما يجعل الجميع يقرأ بتمعّن واندفاع للمعرفة والغوص في أبحر الأفكار وتوثيق المعارك المعنوية والفكرية التي خاضها الحُكم آنذاك إلى الآن ليلمس العالم نتيجةً أبهرت الكثير منهم وجعلت الأكثر يتساءل عمّا يستطيع فعله قائد واحد بتواريخ متعددة وكيف استطاع الحفاظ على التوازن الفعّال في حِقَب مُتعددة.

كما أفرد هذا الكتاب المُميز مساحات غير عادية لإيصال رسالة السلام من طريقها الدقيق الحقيقي.

مما كتبه الغيتاوي عن ملخص مسيرة السُّلطان قابوس بن سعيد- طيّب الله ثراه- في ترسيخ السلام والتسامح: "اتسم الحُكم بأنَّه للكل وحول الكل، نُحافظ على كرامة ووجاهة كل شخص كما يجب ونتعامل مع الجميع بتكريم وتقدير ونستمع إلى مطالبهم ويستمعون إلى رؤانا هذا هو سرّ المُعادلة". وفي متابعة المسيرة وتعزيز الفكر النيّر الذي أنار كل عقل وبثّ السلام والمحبة في قلوب الشعوب عامةً وجعل من عُمان منارة لهذا الدرب.

وكتب المؤلف: افتتح السلطان هيثم بن طارق-حفظه الله ورعاه- عهده حين قال: "سنبقى على عهدنا  مع العالم في عهد المغفور له بإذن الله تعالى، داعين ومُساهمين في حل الخلافات بالطرق السلميّة وباذلين الجهد لإيجاد حلول مُرضية لها بروح من الوفاق والتفاهم".

وكتَب المُكرّم حاتم الطائي الرئيس التنفيذي لمُؤسسة الرؤيا للصحافة والنشر ورئيس تحرير جريدة الرؤية: "تعتز الرؤيا بأن تتوّج قوائم إصداراتها الثقافية والتاريخية بكتاب جديد يُسهم في تخليد الإنجازات الدُبلوماسيّة العُمانية الهادئة التي رسّخ دعائمها على مدار نصف قرن جلالة السلطان قابوس -طيّب الله ثراه- وثمّنها صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظّم -حفظه الله ورعاه- في أول خطاب واصفًا إياها بـ"بالتراث العظيم" الذي ستبني السلطنة على أساسه مستقبلَ علاقاتها مع دول العالم أجمع، هذه الدبلوماسيّة التي كان السلطان هيثم نفسه أحد صنّاعها على مدار عشرين عامًا في وزارة الخارجية".

في كتاب فسلفة الحِياد العُماني تأتي العناوين كافية وافية بجمالية وتفرّد رسائل مضامينها؛ حيث تجعلك تقرأ بانبهارِ البدايات كلّما انتقلت من عنوان إلى الآخر، تشدّ فضولك حتى تصل إلى مبتغاك من الثقافة التاريخية والمعنوية والروحيّة أيضًا فما تضمنّه هذا الكتاب ليس سردًا عاديًا لأحداث عادية بل هو حقيقة تاريخية تُحقق لك ما سعى فكرك لتثقيفه وما يجعلك تباهي وتُفاخر أنك ابن هذا البلد العظيم ويجعلنا نباهي أننا أقمنا في هذه الأرض الطيبة في ظل عهد السلام والأمان ونهلنا من ثقافة الحِياد ما عمّق حبها في قلوبنا نحن كمُقيمين.

جاء في العناوين المُميزة: (من دخل "واحة قابوس" فهو آمن)، و(عهدٌ جديد... لحكمٍ رشيد) في صوت هادئ رصين تحدث الجميع عن الانتقال السلس الهادئ للسلطة وعن ذلك كتب المؤلف: الانتقال السلس والهادئ للسُلطة في سلطنة عُمان صحيح أنَّه يُعد شأنًا داخليًا لكنه شغل بال الكثير من المُراقبين والمعنيين إقليميًا وعالميًا.

وقبل أن تأخذ الأسئلة والتخمينات مساحة أوسع جاءت الإجابة القاطعة على لسان السلطان الجديد صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المُعظّم- حفظه الله ورعاه- حين قال: سوف نترسّم خطى السلطان الراحل مؤكدين على ثوابت السياسة الخارجية القائمة على التعايش السلمي بين الأمم والشعوب وحسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير واحترام سيادة الدول وعلى التعاون الدولي في مختلف المجالات".

(تؤهله لحمل الأمانة) حيث جاء في نص الوصيّة للمغفور له السلطان قابوس كمبرر لاختياره جلالة السلطان هيثم المُعظّم بقوله: "رغبة منِّا في ضمان استقرار البلاد" حيث توسّم فيه صفات وقدرات تؤهله لحمل الأمانة.

(سؤال عن المُستقبل وإجابات من الماضي)، و(عُمان لا تَرى بعيون الآخرين)، و(متمنعوش الصادقين عن صدقهم) انفرد هذا العنوان باقتباسه من أغنية مصرية ليبثّ رسالة مضمونه بسلاسة واندماج بين العامية والفصيح.

(يدٌ للسلام ويدٌ لسلاحٍ يحمي السلام) عنوان حمل في ثنايا كلماته درّة المعنى وروح الرسالة.

(الاتفاق النووي ... العُمانيون مضيفون غير مزعجين)، و(حدود عُمان: حسم الميراث الغامض في عهد الصبر المدروس) أفرد هذا العنوان في المساحة التي أخصّه بها المؤلف حقبة زمنية تُجيب على الأسئلة بحقيقية واقعية لم تحوي المزايدات.

(الغزال والجارات التسع)، و(الجار والدار وحساسية الحدود في جسم كان واحدًا)، و(مع اليمن.... مرونة التفاوض بين أنظمة مُختلفة جذريًا) عنوان رسّخ كل ما يدور في دوائر السياسات من المعلوم والمجهول في آن.

ومن العناوين أيضاً (التصالح مع النفس قبل التصالح مع العالم)، و(الإعلام رسول سلام.. لا وسيلة خِصام)، و(شباب عُمان سُفراء أرض الانفتاح)، و(الكراسي العلمية للسلطان قابوس: نشر العلم أبقى من نشر الكراهية)، و(التسامح المذهبي واحة عُمانية بين جبهتين)، و(رسالة الإسلام من عُمان إطار.. أوسع للتعايش)، و(دبلوماسية الموسيقى.. لُغة بلا ترجمان)، و(الأوبرا السلطانية.. الانفتاح المُلهم)، و(افتح قلبك العالم ضيفك)، و("أحفاد السندباد" بصمات في كل الموانئ).

أفردنا بعض العناوين من هذه السيمفونية التي عزفت المعنى الحقيقي للدبلوماسية العُمانية في تحقيق السلام الداخلي قبل الخارجي وإحلال النهج الحقيقي لمعنى الحِياد.

ستبقي يا عُمان زينة الأوطان..