ساعة للعد التنازلي لـ"رؤية 2040"

ناجي بن جمعة البلوشي

nbalushi@alnaaji.com

بعد يوم 18 أغسطس التاريخي، الذي أصدر فيه مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- 28 مرسوما سلطانيا ساميا، تغيَّرت بها مسميات واختصاصات وتشكيلات الهياكل التنظيمية لوحدات ومجالس وهيئات ومؤسسات الجهاز الإداري للدولة، وبها استلم كل من تشرف بنيله شرف الثقة السلطانية مهام عمله المنوطة به، ليصبح له بذلك الشرف حضور مشرف واسم مسجل في تاريخ نهضة عمان المتجددة، وليكن له حافزا وطموحا في كونه من أوائل القادة في صناعة النهضة المتجددة من بداية الانطلاق، وبها يكون له شرف الإسهام في بناء وتجسيد وتحقيق الرؤية المستقبلية الطموحة "عمان 2040"، فهي التي يرى فيها كل عماني معالم الارتقاء المجتمعي والنهوض بكيانه وشخصه إلى مستوى الآفاق المملوءة بكل أحلامه وأمنياته التي تمناها في مخيلاته الطموحة، والتي يحملها في غفوته وصحوه، أنه يرى فيها يقظة بلوغ المستقبل الزاهر له ولأبنائه.

إنَّ ما أوكل لأولئك الذين ملأت صورتهم كل وسائل إعلام العصر بين مُجْتَمِعٍ بفريق عمله، ومُتفَقِّد لأقسام وحدته، ومُتسلِّمٍ للمهام، ومُصرِّح وكاتِب شكره وامتنانه، إنما هي صور توحي لنا بأنهم على قدر كبير وواع من المسؤولية والأمانة، وبهما يبني كلٌّ منهم تصوراته الحقيقية في بلوغ المعهود منه في حمل الأمانة والقيام بها على أكمل وجه يتصوره ويتطلع إليه منه كل مواطن ومقيم وزائر.

وإذ إن ساعة الانطلاق بدأت بعد أن تمت التعيينات الجديدة وما سبقها من مراسيم سلطانية سامية تختص بالنهضة المتجددة والتوجه بها إلى المستقبل بأوسع أبوابه، فإنني ألتمَّس أرفعه إلى مقام حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- بتوجيه مقامه السامي المختصين بوضع معلم حضاري مبهج يتوسط العامرة مسقط يُعنى بساعة العد التنازلي لبلوغ الرؤية المستقبلية 2040، وأن اقتراحنا هذا جاء من تصورنا لذلك المعلم الحضاري فيما يضعه ويوجده من انطباع نفسي وطني مبهج لكل من ينتمي إلى هذه الأرض الطيبة الزكية إن كان مسؤولا أوكلت إليه مهام صناعة الفارق بين اليوم والغد، أو مواطن لا يزال لم يدرك ما هي الرؤية المستقبلية 2040، وما ينبغي عليه تقديمه والقيام به في صالح بلوغ هذا التاريخ والزمن من تكاتف وتعاون وانسجام.

كما أننا بهذا المعلم الحضاري، نتذكَّر الراحل السلطان قابوس بن سعيد -طيَّب الله ثراه- المؤسس للحضارة العمانية الحديثة وصانع هذه الرؤية المستقبلية، التي أرادها لنا ونحن مُتَّحدِين مُتعاونين "وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ".

حفظ الله تعالى عُمان أبيَّة شامخة مهابة، وأنعم على سلطانها المفدى بكل فضائل الحكمة.