"كورونا" يواصل إنهاك الإنسانية.. و"القليل فقط سيعود كما كان"

"فورين بوليسي" ترصد دراما انهيار صناعة الترفيه حول العالم

ترجمة - رنا عبدالحكيم

رصدَ تقريرٌ حجمَ التداعيات السلبية التي "أثرت بشدة" على قطاعات الثقافة والفنون والرياضة والترفيه خلال فترة التوقف التي تسبَّبت بها جائحة انتشار فيروس "كوفيد 19"؛ معرِّجاً على مأساوية المشهد الذي يحمله الغبار المتراكم على أرفف وجنبات المتاحف، فيما تعسرت دور السينما، وافتقدتْ مدرجات عاشقي الساحرة المستديرة للإثارة والمتعة.

وقال التقرير الذي حمل عنوان "بعد الوباء: مستقبل الثقافة والرياضة والترفيه"، ونشرته مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، إنه وببطء، يتم إعادة تنشيط هذه القطاع، مع الحفاظ على التباعد الاجتماعي بالطبع. ويتزايد بالمقابل الابتكار الرقمي، بدافع الضرورة وبدعم من الإبداع، بسرعة. مُقرًّا بأنه "ستعود القليل من الأشياء كما كانت". مستعينًا بآراء ثمانية من القادة والخبراء ليفصحوا عن توقعاتهم للمستقبل.

وقال مارك سي هانسون الرئيس التنفيذي لشركة سان فرانسيسكو سيمفوني: أنه لا يوجد حتى الآن بشارة عودة للعروض الحية في المسارح في الأفق، إذ كم كان تأثير "كوفيد 19" على فنون الأداء مدمرًا. وتابع: "على الرغم من أنه لا يستطيع أحد التنبؤ بالمستقبل، إلا أنني أعلم أنه عندما يعود الجمهور، فمن المحتمل أن يكون إرث الوباء أنه سيُسرع قدرة الفنون على التواصل مع الجماهير من خلال التكنولوجيا".

وذكر ريك كورديلا نائب الرئيس التنفيذي ومدير الإيرادات في "بيكوك"، أن "كوفيد 19" كان له تأثير هائل على الرياضة، ففي جميع أنحاء العالم وعلى جميع المستويات، تمَّ إغلاق كل أنواع الرياضات تقريبًا، وتجاوز التأثير الألعاب التي تم إلغاؤها والمواسم المؤجلة، ليؤثر على النشاط الاقتصادي في ظل عدم إنفاق المشجعين أموالهم أو حتى تفكير أحدهم في السفر لحضور الألعاب التي يفضلها، وبالتالي لا تحصل المجتمعات على إيرادات ترفع مستوى الرفاه فيها. وأضاف بأنه "وحتى بعد وجود لقاح، قد لا يرغب بعض المشجعين في الانتظار في طوابير طويلة والجلوس جنبًا إلى جنب مع 60000 غريب.. قد تضيع بعض الأشياء إلى الأبد".

بينما قال جوناثان كونتز مؤرخ أفلام في مدرسة المسرح والسينما والتليفزيون بجامعة كاليفورنيا: لقد قتل "كورونا" كل فرع من فروع نموذج أعمال هوليوود، ولن يُنعشه أي جهاز تنفس.. كان هذا النموذج تحت الحصار بالفعل قبل كارثة 2020؛ الأمر الذي أدى فقط لتسريع التغييرات التي أطلقتها خدمات البث منذ أكثر من عقد.

ومن وجهة نظر أودري أزولاي المديرة العامة لليونسكو، فإنَّ "كوفيد 19" كان مدمرًا للثقافة والفنون، وفي الغالبية العظمى من دول العالم، أغلقت المؤسسات الثقافية كليًّا أو جزئيًّا، ولا يزال العديد منها مُغلقًا حتى يومنا هذا. ولفتت إلى أنَّ القضية الأكثر إلحاحًا هي أن عددًا لا يحصى من الفنانين في جميع أنحاء العالم تُرِكوا بدون أي دخل، تمامًا كما حُرم ملايين الأشخاص من عائدات السياحة التي تعتمد بشكل كبير على الأماكن والمنتجات الثقافية". وأوضحت أزولاي بأنَّ الأزمة كما كشفت عن الضعف والهشاشة في البيئية الثقافية، أظهرت كذلك الفرص المذهلة التي توفرها التقنيات الرقمية لربط الثقافة بالجماهير في جميع أنحاء العالم.

ورأى بالتاسار كورماكور مخرج ومنتج أفلام أيسلندي، أن صناعة السينما سوف تتحول إلى البلدان التي ستتمكن من التغلُّب على الوباء. متوقعًا أن تزدهر صناعة السينما في أيسلندا، التى رأى أنها ستكون الفائز، إلى جانب عدد قليل من البلدان الأخرى كألمانيا التي تعاملت مع الوباء بيد ثابتة، وركزت على التحمل على المدى الطويل، ودون ذعر.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة