مواهب مَوْءُودَة

 

 

خميس بن محمد العيسائي

 

 

 كثيرة هي تلك المواهب الموءودة في المهد والمُلقاة في غياهب الجب فلم يسطع عليها النور وعجزت عن الوصول إلى بر الأمان فلم تكتب لها النجاة.. إنَّ وأد تلك المواهب حتى لو وجد الطموح قد يكون أبرز أسبابه إهمال هذه الفئة من الموهوبين وانعدام البيئة الحاضنة والمشجعة لتلك المواهب..

  إنَّ المواهب مهما تعددت صورها وأشكالها ومجالاتها فهي ثروة ثمينة للأوطان لابد من توظيفها بالشكل الأمثل وصقل تلك المواهب بما يعود للبلاد والعباد من خير ومنفعة.

 كما أن استثمار المواهب هو استثمار للعقول البشرية والذي يعد من أنجع الاستثمارات الحقيقية لأي دولة، فالعقل البشري ثروة ناجحة بكافة المقاييس ولو تم استثماره بالشكل الصحيح لرفدت الدولة بابتكارات عظيمة وحققت نجاحات كبيرة للبشرية فلا ينبغي أن تُهدر هذه الثروات والطاقات والتي يمكن أن تصنع قادة من العظماء لإدارة مؤسسات الوطن..

 إنَّ نجاح الدول يقاس بما تملكه من عقول بشرية مفكرة ومبدعة فهي طاقة متجددة لا يُمكن أن تنضب كغيرها من الطاقات الأخرى فالاهتمام بالموهوبين وعقولهم النيرة يعد طوقاً للنجاة لأي اقتصاد في أي بلد، لما لهم من دور فعَّال في حل المشكلات والتحديات والتي قد تعترض مسيرة التنمية، كما أن الاهتمام بهم سيُساهم بشكل كبير في تحسين وتطوير الكثير من الخدمات بابتكارات وأفكار إبداعية غير مسبوقة..

 لذا أصبح من الضروري جداً الاهتمام بهذه الفئة من الموهوبين وتقديم كافة أوجه الدعم والمساندة بهدف تنمية مواهبهم واستثمار طاقاتهم وإبداعاتهم المتوقدة لمواكبة مستحدثات ومتغيرات الحياة المتسارعة..

 وحتى لا تذبل مظاهر الإبداع وتنطفئ طاقاتهم أصبح من الضروري النظر بعين الاعتبار من قبل المعنيين لهذه الفئة المبدعة واحتضان مواهبهم، كما أنَّ تجاهل وإهمال هذه الفئة قد يؤدي إلى توجههم نحو مسارات مضادة للمجتمع الذي يعيشون فيه..

 وفي اعتقادي أن توفير برامج خاصة لهذه الفئة تتناسب مع تميزهم وطاقاتهم وتشبع احتياجاتهم وترضي شغفهم، واحتضانهم في مراكز متخصصة لتأهيلهم وتدريبهم وفق ميولهم ورغباتهم واستثمار طاقاتهم، وتوفير بيئة تعليمية آمنة سواء كان ذلك في المدرسة أم البيت لتشجيعهم وتحفيزهم نحو التطوير وإرشادهم للطريق الصحيح سيكون له مردود إيجابي على الفرد وعلى الدولة والمساهمة بشكل عظيم في دفع عجلة التنمية المستدامة نحو النجاح والتميز وهو بالتأكيد ما يسعى إليه الجميع لرفعة هذا الوطن.

تعليق عبر الفيس بوك