ترجمة- رنا عبدالحكيم
بدأت كبرى المصانع في الصين تقديم مكافآت لحث العمال على العودة للعمل، كما اعتمدت الحكومة على الطائرات والقطارات والحافلات لنقل العاملين إلى مقار عملهم، فيما يحاول ثاني أكبر اقتصاد في العالم إعادة تشغيل نفسه بعد توقف تسبب فيه فيروس كورونا، وفق تقرير نشرته صحيفة فايننشال تايمز البريطانية.
ودفعت الحكومة ثمن رحلة مستأجرة حتى يتمكن 170 عاملاً من العودة من هانتشونغ، بوسط الصين، إلى المركز التجاري في ييوو. وفي مدينة تايتشو في نفس المقاطعة، وعدت الحكومة بسداد جميع النفقات التي تتكبدها الشركات لاستئجار الحافلات والقطارات السريعة. ووضعت شانغهاي وبكين حافلات مكوكية خاصة لإعادة العمال من الريف إلى عملهم.
وقال الرئيس الصيني شي جين بينغ، للمسؤولين إن البلاد بحاجة إلى العودة إلى العمل. وأضاف لوكالة أنباء "شينخوا" الرسمية أن المناطق منخفضة المخاطر يجب أن "تستأنف الإنتاج الكامل والحياة الطبيعية". وتابع أن حوالي نصف مقاطعات الصين لم تسجل أي حالات إصابة بفيروس كورونا.
وتأتي الحملة التي تقودها الحكومة لاستئناف العمل في الوقت الذي تراجعت فيه أسواق الأسهم العالمية تراجعا حادا يوم الإثنين، ويعزى ذلك جزئياً إلى المخاوف من التأثير الاقتصادي للفيروس على الصين وخارجها. وحذرت العديد من الشركات من أن سلاسل الإمداد الخاصة بها قد تعطلت، وأبرزها شركة آبل، التي أصدرت تحذيراً بالإيرادات الأسبوع الماضي.
وأجبرت فترات الحجر الصحي الممتدة للعمال العائدين، شركة فوكسكون على وقف عودة العديد من العمال الأسبوع الماضي. لكن النظام الجديد قام بتصنيف كل جزء من أجزاء المقاطعة حسب مستوى المخاطرة ويسمح للعاملين الأصحاء في المناطق الآمنة بالعودة إلى العمل.
وقالت شي جوان جوان، التي تعمل في مصنع فوكسكون تشنغتشو منذ أكثر من خمس سنوات: "أنا مستعدة للعودة إلى العمل وكسب المال". وطبعت الفتاة البالغة من العمر 29 عامًا نموذج إعلان صحي جديد وتم ختمها من قبل حكومة المقاطعة المحلية ومركز صحي محلي؛ حيث يقر الطبيب أن درجة حرارتها كانت 36.1 درجة مئوية. ونظمت مقاطعة شينان موطن شي جوان العديد من الرحلات البرية لنقل العمال إلى مصنع فوكسكون. وأرسلت محافظة يانجين 131 عاملا صحيا على ست حافلات. وأرسلت مدينة شينغيانغ 740 عاملا على 23 حافلة. واصطحبت سيارة تابعة للشرطة 36 حافلة على متنها 803 عمال من بويانغ إلى فوكسكون.
ورفعت شركة فوكسكون مؤخراً مكافآتها للعمال العائدين إلى ما يعادل 747 دولارًا. وقدمت بيجرتون، الشركة المصنعة للعقود المنافسة، وهي أيضًا شركة تابعة لشركة آبل، مكافآت بقيمة 10 آلاف يوان صيني لجذب العمال المؤقتين إلى مقرها في شنغهاي.
ويعمل في الصين 291 مليون عامل مهاجر، أي أكثر من ثلث إجمالي القوى العاملة البالغ 775 مليون، وفقًا لإحصاءات 2019 الصادرة عن المكتب الوطني للإحصاء في الصين. لكن تدابير الحجر الصحي الرسمية وغير الرسمية التي اتخذتها السلطات المحلية في جميع أنحاء البلاد جعلت من الصعب على الكثيرين مغادرة المنزل.
وقال تشن مينغ هوي رجل أعمال تايواني يملك مصنع لمصابيح LED في تشونغشان، إنه على الرغم من أن الحكومة المحلية أمرت جميع المصانع في المدينة الصينية الجنوبية بإعادة فتح أبوابها يوم الثلاثاء، إلا أن الموظفين من مناطق أخرى واجهوا مشاكل في العودة.
وقال المسؤولون الصينيون إن غالبية الشركات الكبيرة في سبع مقاطعات شرقية رئيسية قد استأنفت بالفعل الإنتاج، ولكن الشركات الصغيرة والمتوسطة واجهت تحديات مع إعادة تشغيل 30% فقط.