الخطاب السامي.. الاقتصاد والإدارة للمستقبل

 

يوسف علي البلوشي

usf202@yahoo.com

لقد كان الخطاب السامي لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله- مرتقبًا من أبناء شعبه، ومن دول العالم ككل، والتي وضعت عُمان تحت عين بُؤرتها، ترصد الوضع الراهن للسلطنة.

الخطاب السامي للسلطان هيثم المعظم، جاء بخطوط عريضة وعميقة، وفي صميم احتياجات المرحلة المقبلة لاستمرار نهضة عُمان المتجددة، وتمحورت ركائز الخطاب في إشارات نحو تغيير الواقع، وبما يلبي طموحات الشباب والوطن؛ حيث كان الخطاب اقتصاديًّا بامتيازٍ غير مسبوق، وباهتمام متعمِّق لأدق التفاصيل، بما يتماشى مع تحديات ومتطلبات المرحلة المقبلة، لاسيما وأنَّه طريق لعهد جديد تنبثق سياسته من قاعدة صلبة تؤكد خمسة عقود من النهضة المباركة، مُركِّزة على تنمية الموارد البشرية، واستدامة القطاع الاقتصادي، وأهمية العمل المؤسسي، وصناعة فرص العمل، وتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وهنا تأكيد على رؤية عُمان 2040.

وأدهش الخطاب السامي لجلالته جميع المراقبين من مواطنين ومقيمين؛ حيث وضع جلالته يده على ما يشغل المواطن في المرحلة المقبلة، وأكَّد على أهمية الشأن الاقتصادي وتحسينه بما يواكب التطلعات. كما مثلت مضامين الخطاب خطة عمل للمستقبل، وأيضا خارطة طريق واضحة تلبي طموحاتنا وتطلعاتنا للمرحلة المقبلة، تستوجب مشاركة الجميع -لا سيما المواطنين والمقيمين- الفاعلة في تحقيق أهداف الخطة الطموحة، وأنْ نُعاهد الله وجلالة السلطان على أن تكون خدمة عمان نصب أعيننا دائماً وأبداً.

جاء التركيز في الخطاب السامي على ثوابت مهمة وضرورية في المرحلة الحالية، وهي كبح جماح التوسُّع الهيكلي في الجهاز الإداري للدولة، ومحاولة ضبط مساق خط الإنتاج فيه، بما يتواكب مع المرحلة الحالية، كما كان في أولويات مولانا -أعزَّه الله- التعليم الذي يجب أن يجد مشهدا مختلفا ومميزا يُواكب الحداثة والتقنية، وفعلا جاءت كلمة جلالته في ذلك بحيث أنه يعطي للتعليم دفعة جديدة وروح إضافية؛ من خلال الارتباط بمؤسسات التعليم العالمية، وأيضا قولبة الشأن التعليمي بما يتسق مع معطيات المرحلة.

الاقتصاد هو الجانب الذي يُؤرِّق كل الوطن، ومولانا وضع يده على الجرح الكبير، الذي يجب أن نتعاضَد جميعا من أجل تضميده؛ من خلال خفض المديونية والانتباه للتشغيل وغيرها من قضايا، وهذا دليل على رغبة حقيقية بالتغيير والإصلاح إلى الأفضل، وما كان التشديد على التعليم والبحث العلمي وتمكين الشباب ومراجعة التشريعات والقوانين ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، إلا من أجل تحقيق تقدُّم ملموس ينعكس على مستوى العطاء في البلد.

تواءَمت وجهات النظر حول أنَّ الخطاب جاء لتكون عُمان هي الأولى، وهي ما نعيش، وما يجب أن ندفع حياتنا من أجله، وهو رسالة واضحة بأنه ستكون هناك نهضة عُمانية ثانية، ستجعل من عُمان دولة أكثر شمولا وتعاطيا مع المتطلبات التي تشهدها المنطقة، ورغم أننا في تطور وازدهار، إلا أننا وجب أن نسخر ذلك لخدمة صالح عُمان وازدهارها أكثر.

ومع الأهمية في صناعة القرار الذي أكده مولانا السلطان -أعزه الله- والذي يتيح سرعة الإنجاز في الإجراءات، وأيضا في التقدم والمواصلة، والذي بلاشك سينعكس على كل المجالات.. حفظ الله عمان، وسخر الله لقائدئها ومسيرتها المظفَّرة سبل النجاح والازدهار.