"دوري الأبطال".. قراءة (2)

 

حسين بن علي الغافري

حملت الجولة الأولى من مباريات الذهاب نتائج لافتة وغير متوقعة كسقوط حامل اللقب ليفربول الإنجليزي في مدريد على يد رجال الأرجنتيني سيميوني، وفوز مثير حققه بروسيا دورتموند على باريس سان جيرمان، كما قدم أتالانتا الإيطالي مباراة عملاقة أمام خفافيش فالنسيا، وسحقهم برباعية في أول مشاركة بالأدوار الإقصائية لدوري الأبطال.. وأخيرًا، كان للإيبزغ الألماني كلمة أمام توتنهام بلندن، وحقق نتيجة مهمة كفيلة بأن تكون دافعا للفريق في لقائه إيابًا.

هذا الأسبوع، نحن على موعد مع لقاءات أكثر إثارة عندما تجمع القمة الكبيرة ريال مدريد الإسباني ومانشستر سيتي الإنجليزي. مباراة بعناوين عريضة.. زيدان في مواجهة جوارديولا. المباراة اختبار حقيقي للفريقين في الوقوف على أهم الاستعدادات في البطولة التي تعّول عليها الإدارتان آمالا واسعة. الريال ومع استقرار أوضاعه ونتائجه في الفترة الماضية، إلا أنه ودّع الكأس المحلية مُبكرًا، وخسر الصدارة لصالح الغريم هذا الأسبوع وهو على بعد أسبوع فقط من الكلاسيكو وبشكله الحالي قد يكون في لحظات عصيبة قد يزيد الفارق النقطي بالليجا، وينهي الأحلام في المنافسة على اللقب الأوروبي. صحيح أن ريال مدريد عوّدنا على أن يكون مختلفا في بطولته المحببة، إلا أن تحقيق نتيجة أمام فريق متمرس كالسيتي بحاجة إلى استعداد متكامل وفاعل من جوانب مختلفة. بحاجة إلى أن يكون الفريق مستعدا تكتيكيًا في خطوطه الثلاث، أهمها الهجوم الذي يعاني منه الفريق أهم مشاكله. وفي الجانب الآخر، لعل استقرار مانشستر سيتي في الآونة الأخيرة وتسليمه الأمر بأن اللقب المحلي بات من المحال تحقيقه في ظل انطلاقة صاروخية من ليفربول، فقد كسب جوارديولا الفرصة في تهيئة مجموعته والتكيّف مع العناصر المتاحة. السيتي مع فوزه المهم على ليستر مساء السبت وتأكيده كرسي الوصافة يبدو جاهز لمواجهة الريال.. والمتوقع أن تحمل المباراة أهدافا، ولن تميل إلى الدفاع والهدوء.

وفي مباراة ثانية، يحلّ برشلونة ضيفًا ثقيلا على نابولي الإيطالي. كتبنا عن برشلونة الكثير وحاجته إلى بناء متكامل إذا ما أراد أن يستعيد بريقه السابق. الفريق الحالي متذبذب جدا وهش، وكل بنائه يكون بحضور نجمه الأول ليونيل ميسي. المباراة أمام نابولي صعبة للفريقين. نابولي ليس هو الفريق الذي كان قبل خمسة أعوام على الأقل عندما كان يقارع اليوفي في صراع الصدارة ولو على استحياء. اليوم الفريق مختلف مع المدرب جاتوزو.. ولكن لا يزال يملك أسماء بفنيات عالية في الهجوم والوسط والدفاع، ولو أن الأخبار تشير إلى احتمالية غياب نجم الفريق الأول كولوبالي. الفريق قادر على إحراج برشلونة وتحقيق الفوز.. خصوصًا إذا ما تمكن من تعطيل أداء برشلونة وحفاظه على الكرة.. إذا ما منع الكرة من تدويرها كما يريد، إضافة إلى مراقبة ميسي ومحاولة الضغط العالي من منتصف الملعب. من جانبه، برشلونة مطالب بلعب مباراة مختلفة وموسمية هذه المرة، فمرحلة الجد قد بدأت في البطولة.. الوضع الآن لا يحتمل أخطاء أو مناوشات كلامية.. برشلونة قادر على الفوز إذا لعب كمجموعة متحدة في أوج مستوياتهم.

أيضًا من المباريات التي ستنال اهتماما كبيرا تلك التي ستجمع بين تشيلسي الإنجليزي وبايرن ميونخ الألماني. البلوز مع لامبارد فريق ممتع جدًا ويقدم كرة قدم رائعة، ويمتلك مجموعة من الأسماء التي يمكن التعويل عليها. بايرن هو الآخر أمام تحد صعب. ويمكن القول بأن البافاري بواحد من مواسمه المتذبذبة حتى اللحظة مع ذلك الراهن والترشيحات لا تنقص تاريخه في أن يفاجئ الجميع ويذهب بعيدًا. أما بلوز لامبارد فهو أكثر ديناميكية، قادر على التحول الخططي بسبب الجودة التي يمتلكها لاعبوه وقراءة فاحصة من مدربه، لذلك الرهان على الفريق كبير، والعمل يبدو أنه ليس فقط لعام وعامين وإنما أبعد من ذلك.

في آخر المواجهات، تحضر قمة ليون الفرنسي وضيفه يوفنتوس الإيطالي.. السيدة العجوز يسعى لمطاردة حلمه الذي غاب عنه منذ عقدين. يسعى لأن يكرر ما فعله خلال آخر خمسة مواسم بوصوله إلى النهائي، هي فرصة مناسبة واختبار ليون من المنتظر أن يستوعبه رونالدو وزملاؤه.. فبطولة مثل الدوري الإيطالي كان يحققها الفريق بسهولة؛ لذلك التعويل على النجم الأول للفريق في هذه المنافسة، رغم أن الفريق يعاني من النتائج غير المستقرة والأداء المتفاوت مع الإيطالي ساري.. لكن الفرصة تبدو ملائمة في التدارك وبداية تصحيح المسار إلى ما هو أبعد كما ذكرنا. عمومًا لن تختلف الإثارة عن الأسبوع الماضي. بل على العكس من المتوقع أن يحمل هذا الأسبوع جزءا مهمًّا من الإثارة في لقاءات الذهاب بعد النتائج اللافتة التي حدثت في الأسبوع الماضي.