حوار غنائي بين نفسي وخيال وجداني

 

د. ريم سليمان الخش | باريس

 

خيالٌ من الوجدان لاحَ تلمسا

لشقشقة الإصباح عمقا تنفسّا

وقد مرّ في ذهني اجتراح انفعاله

وميضا على شمع التساؤل عسعسا

تُعاتبني همسا نسائم فجره

ولولا شقوق الروح ماكان هسهسا

 

الخيال الوجداني:

أتعشقه؟

 

أنا:

موتا ..جحيما مفردسا

وأعشق مايهذي النسيم مهلوسا

كقفلٍ على المفتاح كنهٌ مكمّلٌ

وقد دارت الأسنان فيه تمرّسا

يسحُ على المعنى انهمارا مشعشعا

ليشربه حسيّ نديما ومجلسا

يُذوّبني وهج الضياء محابرا

تخطّ بجنهيها غراما مقدسا

تظلّ على المشكاة آثار كحلها

وقد ذاب في الإشعاع حتى به اكتسى

على أنّه الضليل رغم تعبدٍ

تراءى على وهج المرايا توجسا

 

الخيال الوجداني:

أتبغضه ؟

 

أنا:

موتا سعيرا مؤججا

تكدّس حتى بات أعتى وأشرسا

وأبغض صلصال الوجود كجوهرٍ

توقّتَ هداما على النقص أُسسا

 

الخيال الوجداني:

أتلمسه قربا وتنوي اجتثاثه ؟!!

ألستَ بنقّاضٍ لصرح تأسسا!؟

أليست دنان الوصل تسقي حبيبها

تدور على نشوى إلى أن تُغطّسا !!

 

أنا:

نعم إنني أهواه ملء تحرري

وأسمى مقام الحب وعيا تهندسا

صحوت على قيدي وعملاق هامتي

طليقا إلى أقصى امتداد تحسسا

وجودا إلى مافوق أبعاد حسّه

يُعانده وقتٌ يسيرُ تقوّسا

ليضرب عمقي واتساعي وجوهري

بسطحي وإغلاقي هباءٌ فأنكسا !!

فأسأل ماجدوى انفعالي إذا انتهى؟

ومامعنى أن يحويه صبحا مع المسا ؟!!

وقد غبت في معناه حتى بدا (أنا)

امتلاءً به في عمق عمقي تنفسا

أترغبني حرا طليقا محلقا

وترهقني قيدا ثقيلا من الأسى ؟؟

أتغمرني حبا كأمٍ وطفلها

وتمنع مادرّ الحنين تغطرسا ؟

أتتركني أعمى ومنك تنوّري

وقد زدتُ بالإلهام فيك تفرّسا

ومانفع أن يفنى ومنك امتلاؤه؟

وفي حظه يبقى غنيا ومفلسا !!

على أنّه يمضي وتبقى ظلاله

لأسمائه تقفو خيالا تشمّسا

أكانَ ..لتزداد اشتعالا إذا اكتسى

رداءً من الآمال من لو ...إلى عسى؟

علامَ إذا ماشئتَ يبقى معطّشا

وفيك من الأنهار لو شئته احتسى

ومنك اخضرار الروح قمحا وحنطة

ضفافٌ من التوليب ترنو للوتسا

أترشفني وجدا صباحا كغيمة

تبعثرها كفّ الرياح مع المسا ؟

بلى إنني في العشق حرٌ ومهجتي

على جمرها تبقى اتقادا تشرّسا

............

هامش:

اهداء لروح  محيي الدين ابن عربي وحبي الأول طالبته يسرى دركزنلي

تعليق عبر الفيس بوك