طالب المقبالي
لم يُكمل مشروع طريق ملي ـ الحوقين بولاية الرستاق الذي نفّذته وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه سنة منذ افتتاحه أمام الحركة المرورية.
فمع أول موجة من الأمطار والأودية لم يصمد هذا الطريق، مما أصيب ببعض التصدعات وانجراف بعض أجزائه.
الطريق يربط نيابة الحوقين – بقرى وادي بني هني بولاية الرستاق ويبلغ طوله حوالي 17 كيلومتراً، فيما تبلغ تكلفة المشروع أكثر من 8 ملايين ريال عماني.
ومما لا شك فيه أنّ هذا الطريق ساهم في ربط قرى نيابة الحوقين بقرى وادي بني هني، كما ساهم كذلك في ربط الطرق الداخلية بولاية الرستاق، إضافة إلى ربط ولاية الرستاق وقراها بطريق الباطنة السريع ثمّ بولاية السويق بشمال الباطنة، وأيضاً الربط بطريق الرستاق ـ عبري بمحافظة الظاهرة، حيث اختصر الكثير من المسافات.
المشروع تمّ ربطه بعدد من الجسور والأنفاق لمروره بعدد من الأودية والشعاب، إلا أنّ هذه الجسور والأنفاق والمعابر المائية لم تنفذ وفق طبيعة المنطقة وطبيعة قوة المياه التي تمر بهذه الأودية على امتداد وادي بن غافر ووادي بني هني.
وقد نبه الأهالي بعد تغيير مسار الطريق عن المسار المخطط له سابقاً وتنفيذه على ضفاف الوادي إلى قوة المياه التي تتدفق على هذا الوادي؛ مما يتطلب إنشاء جسور وعبّارات كبيرة لاستيعاب كميات المياه الهائلة التي تعبر الوادي، والذي يستقبل روافد عدد من الأودية والشعاب على امتداد قرى وادي بني غافر والتي يقدر الأهالي عدد روافدها من الأودية والشعاب بحوالي ٣٣٦ رافداً.
ومن خلال الالتقاء ببعض الأهالي في وادي بني هني أكّدوا أنّ الأهالي استبشروا خيراً بهذا الطريق الذي حلّ مشاكل كانوا يعانون منها عند هطول الأمطار وجريان الأودية، حيث تنقطع الحركة تماماً ويحاصر الناس في منازلهم لأيام. فالمريض كان يبقى في بيته ولا يستطع الوصول إلى المستشفيات، والطلبة كذلك لا يستطيعون الذهاب إلى مدارسهم، فينقطع التواصل تماماً حتى يتم تمهيد الطريق للسماح للمركبات بالمرور.
أمّا بعد فتح الطريق المسفلت فقد تنفس الأهالي الصعداء وأصبحت الحركة ميسرة، وأصبح التواصل سهلاً.
إلا أنّه جراء هطول الأمطار التي شهدتها البلاد من خلال المنخفض الجوي مؤخراً وجريان الأودية تفاجأ الجميع بأنّ الوادي اقتطع أجزاءً من الطريق، وتصدّع الإسفلت، وأصبح غير آمن وقت هطول الأمطار وجريان الأودية.
ويؤكد الأهالي أنّ الطريق كان مخططاً له في مكان آخر أكثر أماناً وأقل تعرضاً للأودية فيما لو تم تنفيذه في ذلك المكان.
إلا أنّ الرؤية لدى المختصين والمعنيين بالجهات المعنية بالأمر تختلف عمّا كان ينظر إليه الأهالي، باعتبار أنّ وجوده في موقعه الحالي سينشط الحركة السياحية لوقوعه على ضفاف الوادي، وهذا من وجهة نظري رأي صائب إذا ما أخذنا في الاعتبار ضيق الوادي وتقارب ضفتيه، مما يتطلب إنشاء خرسانات حماية على امتداد الوادي، مع وضع الاعتبار لكميات المياه التي تمر عبر مجرى الوادي، وإنشاء جسور وعبّارات واسعة لمرور المياه المتدفقة.
ويناشد الأهالي المسؤولين بوزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه النظر في هذا الطريق حتى يكون آمنا لسلامة مرتاديه أثناء جريان الأودية.