هلال الشيادي | سلطنة عمان
"إهداء: لكل خريج وخريجة في الجامعات والكليات"
السائرون كأنهم فلق
يبدو بهمتهم ويأتلق
//
المصبحون على دفاترهم
وطنا بيوم غد سيأتلق
//
الحاملون عمان في يدهم
والنابضون العزم إن خفقوا
//
الباعثون العز من جدَثٍ
والمشرقون إذا اختفى الشفق
//
الناثرون على المدى فرحًا
من نور علم زانها ألق
//
وفدوا إلى عرش العلوم رؤىً
وتنافسوا في العلم واستبقوا
//
مرت على الشِّعْرى مطامحهم
حتى بدت وكأنها الأفق
//
أقلامهم كانت سلالمهم
للمجد من بين السطور رقوا
//
أَرِقوا أمام كتابهم سحَرًا
حتى يضيء غدا لهم غسقُ
//
وهنا تنام الأمنيات رضا
وهُمُ على أوراقهم أرِقوا
//
وتخرّجوا دخلوا، إلى وطنٍ
قد كان داخلَهم وهم ورق
//
حيث الدموع تهاطلت ودقاً
تصحو النفوس إذا همى الودق
//
فوج من الآمال يا بلدي
نور من العرفان هم فلق
روح من الإقدام تسبقهم
وهُمُ غيومَ مناهم اعتنقوا
//
غرقت ببحر العلم أنفسهم
وجدوا حياةً كلما غرقوا
//
لم تسرق الأوقات حلمهمُ
لكنّهم من وقتهم سرقوا
//
عند النهاية قام مبتدأ
رفعوه بالأيدي لينطلقوا
//
أولى الخطى وعدٌ؛ فإنهم
إن عاهدوا خطواتهم صدقوا
//
صمتوا أمام شهادة صرخت
هم علموها النطق إذ نطقوا
//
وتفرقوا؛ كلٌّ له هدف
وبحبهم لعماننا اتفقوا
//
جمعتهمُ في الأرض جامعة
واليوم في آفاقنا افترقوا
//
ملأوا الطريق تطلّعًا، شغفاً
فاليوم فلتُفسِحْ لهم طرق
عبروا إلى الغايات كم نفقٍ
والآن فليتنفس النفق
//
هذي الحياة تمدكم يدها
مدوا لها أحلامكم وثِقوا