الأحمر.. قبل قمة "العنابي"

 

 

حسين بن علي الغافري

 

يدخل منتخبنا الوطني لكرة القدم لقاءه الهام أمام منتخب قطر بالدوحة مساء غد الثلاثاء، وهو منتش بفوزين على الهند على استاد أندير غاندي وآخر أمام أفغانستان بمسقط يوم الخميس المنصرم ضمن التصفيات المزدوجة لنهائيات كأس العالم 2022 ونهائيات كأس آسيا 2023م في الصين. اللقاء صعب من نواحٍ مختلفة ولكننا على ثقة بنجومنا في تحقيق نتيجة إيجابية أمام بطل آسيا الذي يبدو بأنّه ليس المنتخب القطري الذي حقق اللقب الآسيوي بأبوظبي العام الماضي، بعد تعادل سلبي استهل به مشواره في التصفيات على أرضه وبين جماهيره أمام الهند، وفوز صعب أمام بنغلاديش بهدفين نظيفين خارج قواعده.

صحيح بأننا واجهنا صعوبة في اللقاء الأول أمام الهند وعانى المنتخب من ترجمة الفرص وإنهاء الهجمات خصوصا في شوط المباراة الأول، ولكن يحسب للمدرب بأنّه تدارك التأخر ورجع في المباراة بفضل المنذر العلوي الذي تألق بهدفين في آخر عشر دقائق منحتنا ثلاث نقاط ضرورية ومنحت المجموعة دافع إيجابي لبدء مشوار المنافسة. أمام أفغانستان شاهدنا تطورا فنيا للمنتخب وفوز بثلاثية يجعلنا نتفاءل في رؤية الأحمر يظهر بقوة أكبر في اختباره الحقيقي أمام العنابي بطل آسيا. ولعلّنا على يقين بأن المنتخبين يعرفان بعضهما بعضا، ويدركان مكامن القوة ونقاط الضعف بحكم أنّ اللقاء خليجي خالص ونمط الأداء يبدو معروفا من الجانبين.

ندرك بأنّ فرصنا في العودة بنتيجة إيجابية يتطلب عملا كبيرا من اللاعبين وقراءة دقيقة من الهولندي كومان. النتيجة الإيجابية وإن لم تكن ثلاث نقاط فعلى أقل تقدير نقطة تكسبنا التعادل أمام منتخب يحسب له ألف حساب وقدم كرة قدم متطورة في نهائيات كأس آسيا الأخيرة ضمن بها اللقب الآسيوي أمام كبار القارة. أيضاً لا يمكن تجاهل الصورة الرائعة التي قدمها العنابي أمام منتخب أمريكا الجنوبية وكان ندا كبيرا ومنافسا متمرسا أحرج بارغواي بتعادل ملفت، وخسر بشق الأنفس أمام كولومبيا، كما فرض أسلوبه أمام الأرجنتين ولو أنّه خسر اللقاء بهدفين نظيفين. لذلك نقول بأنّ المباراة هي قمة المجموعة الخامسة، وستكون فارقة بشكل كبير في سلم ترتيب المنتخبات مع انتهاء المنافسات.

ولعلّ الحضور الجماهير الملفت والكبير في اللقاء الأخير أمام أفغانستان يضع اللاعبين والمدرب أمام مسؤولية كبيرة ولعلها رسمت في أذهانهم بأنّ الجماهير متعطشة للأفراح والليالي الملاح. اكتظاظ المدرجات وملؤها في لقاء مثل لقاء أفغانستان له دلالات واسعة وطموحات عالية، هؤلاء المحبين والعاشقين للمنتخب من حقهم في رؤية منتخبهم كما يجب، وكنا قد شاهدنا الوقفات الجماهيرية باستمرار ونهائيات كأس آسيا الأخير أقرب شاهد على ذلك. نمني النفس بأن يعود منتخبنا بنتيجة إيجابية وفوز كبير، وأن يقرأ المدرب المباراة بعناية، يدرس المخاطر ويواكب المتغيرات التي قد تحدث.. وكما ذكرنا فهي مباراة فيصلية تقريبا في مشوار التصفيات تعني نقاطها الكثير في شكل المنافسة.